لأغسالُ المستحبةُ تسعةٌ :

لأغسالُ المستحبةُ تسعةٌ :
يعني يستحبُّ لك أن تغتسل هذه الأغسال.

1 ـ أولاً غسلُ الجمعةِ :

لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا ذهب أحدٌ منكم
الجمعة فليغتسل) ، (من جاء منكم الجمعة فليغتسل) هذا رواه البخاري ومسلمٌ ،
وفي الصحيحين أيضا (غسل الجمعة واجبٌ على كلّ محتلمٍ) ، وإن كان ظاهر هذه
الأحاديث الوجوبُ، إلاَّ أنّ هذا الوجوبَ صُرِفَ إلى الاستحباب بحديث رواه
أبو داود و الترمذي وحسنه الألباني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من توضأ يوم الجمعة فبِهَا ونعمت ومن اغتسل فالغسل
أفضل)، فهذا دليلٌ واضحٌ على أنَّ الوضوءَ يجزئُ يومَ الجمعةِ وأنَّ غسل
الجمعة ليس بواجبٍ وهذا قولُ جمهورِ أهلِ العلمِ .

2/ ثانيا مَن غسَّل ميتاً:

يستحبُّ لمن غسَّلَ ميِّتاً أن يغتسل، استحبابٌ فقطْ
والدليلُ على ذلك ما رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه
والحديث صححه الألباني أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من غسَّل
ميّتا فليغتسل ومن حمله فليتوضَّأ) ، هذا الحديث ظاهره يدلُّ على الوجوبِ
لكن صُرفَ إلى الاستحبابِ بالحديثِ الذي رواه البيهقي وصحّحه الألباني عن
ابن عباسٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلم قال: (ليس عليكم في غسل
ميّتكم غسلٌ إذا غسَّلتموهُ فانَّ ميّتكم ليسَ بنَجس فحسبكم أن تَغسلوا
أيديَكم) ، هذا دليلٌ على أنَّ الغسلَ هنا مستحبٌّ وليسَ واجباً .أمَّا
الغسلُ الثالثُ فهو

3 ـ ثالثا للعيدين:

يُستحبُّ للإنسانِ أن يغتسلَ يوم العيد، و الدليلُ على
ذلك ما رواه الإمامُ مالكٌ بسند صحيحٍ عن نافع ( أنَّ ابن عمرَ رضي الله
عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدوَ إلى المصَّلى) ، وعند ابن أبي شيبة
بسند صحيح ( أنَّ علي ابن أبي طالب سئل عن الغسل فقال يوم الجمعة ويوم
عرفة ويوم الأضحى ويوم الفطر ).

4 ـ الغسل الرابع الاغماء:

الإنسان إذا أغمي عليه يستحبّ له إذا أفاق أن يغتسل، و
الدليلُ على ذلك ما ثبت في الصحيحين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا
أغمي عليه في سكراتِ الموتِ أفاقَ فقالَ: (أصلى النَّاس؟ قالوا :لا! هُمْ
ينتظرونك يا رسول الله ، قال: ضعوا لي ماءً في المخضبِ فوضعوا له ماءً
فاغتسل ثم قامَ ليذهبَ فوقَعَ فأُغميَ عليه صلى الله عليه وسلم فلما أفاق
قال أصلى الناسُ ؟ قالوا لا! هم ينتظرونك يا رسول الله ، قال أحظروا لي
ماءً فأحضروا له ماءً فاغتسل ثم قام ليذهب فسقط صلى الله عليه وسلَّم
فلمَّا أفاق قال أصلى الناس ؟ قالوا لا ، قال مروا أبا بكر أن يصلي
بالنَّاس) ، صلى الله عليك يا رسول الله .
فالإغماء يُستحبُّ له الغسلُ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم .....

5 ـ خامسا الجنون:

يستحبُّ الغسل للجنون، لو أنَّ الإنسان جُنَّ ثمَّ
أفاقَ يُستحبُّ له أن يغتسلَ ، قاسَهُ العلماءُ على الإغماءِ وهذا ما يسمى
بقياسِ الأَوْلى لأن العلَّةَ ذهابُ العقلِ في الإغماءِ وفي الجنون فما
دامت العلةُ متفقةً فالحكم واحدٌ .

6 ـ سادساً المستحاضة لكل صلاةٍ:

المستحاضةُ هي المرأةُ التي ينزل عليها نزيفٌ، لا
تتوقف عن الصلاة، وإنَّما تعرف أيام الدورة ، يعني مثلا نزل عليها نزيفٌ
مستمرٌ ، الدورةُ كانت ثلاثة أيَّام في أوائل كل شهرٍ، تترك الصلاة في هذه
الأيام الثلاثةِ ثم ينتهي دمُ الدورة ويبدأ دمُ النَّزيفِ، حينئذ تغتسلُ
المرأةُ وتتوضأ لكل صلاة، أو يستحب لها أن تغتسلَ لكل صلاة، ممكن تقرب
الظهر مع العصر يعني مثلا ممكن تخلي الظهر لآخر أوقاته والعصر أوَّل أوقاته
وتغتسل وتصلي الظهر وتنتظر قليلا حتى تصلي العصر ، هذا اسمه الجمع الصوري
أو يستحب لها أن تغتسل لكل صلاة ، لكن لو توضأت لكل صلاة أجزأها وجاز وصحَّ
ولكن الاغتسال هنا مستحبٌ، والدليل ما رواه البخاري عن عائشةَ رضي الله
عنها( أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأمرها أن تغتسل فكانت تغتسل لكل صلاة) .

7 ـ سابعا للاحرام:

يستحب للإنسان إذا أراد أن يحرم بالحج أو بالعمرة ،
يستحب له أن يغتسل، و الدليل على ذلك ما رواه الترمذي وحسنه الألباني عن
زيد بن ثابت ( أنَّه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم تجرد لإحرامه واغتسل) ،
يعني خلع ثيابه واغتسل حينما أراد أن يحرم وهناك دليل آخر رواه الإمام
مالك بسند صحيح عن نافع ( أنَّ ابنَ عمرَ رضي الله عنهما كان يغتسل للإحرام
قبل أن يحرم ولدخول مكةَ ولوقوفه عشيةَ عرفةَ ) .

8 ـ ثامناً لدخول مكَّةَ:

يعني يستحبُّ للإنسان إذا أراد أن يدخلَ مكَّةَ أن
يغتسلَ ، و الدليلُ ما رواهُ البخاريُّ ( عن ابن عمرَ أنَّه كان لا يقدُم
مكَّةَ إلاَّ بات بذي طُوَى ـ ذو طُوَى وادٍ على بابِ مكَّةَ ،قبل مكة ـ
حتى يُصبحَ ويغتسلَ ثم يدخل مكة نهاراً ويذكر أنَّ النبي صلى الله عليه
وسلم فعله ).

9 ـ تاسعاً للوقوف بعرفةَ :

هذا هو الغسل الأخيرُ المستحبُّ ، الوقوف بعرفة ،
والدليل ما رواه البيهقي بسند صحيحٍ ( أنَّ علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه
سُئِلَ عن الغسل فقال يوم الجمعة ويوم عرفةَ ويوم الأضحى ويوم الفطر ) ،
وما رواه مالك بسندٍ صحيحٍ أيضاً في الموطَّأ (عن ابن عمر أنه كان يغتسل
لإحرامه قبل أن يحرم ولدخول مكةَ وللوقوف عشيةَ عرفةَ ). هذه الأغسال
المستحبة التسعة .

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
1	2	3	4	5	6	7
8	9	10	11	12	13	14
15	16	17	18	19	20	21
22	23	24	25	26	27	28
29	30