مكة المكرمة

:: مكة المكرمة ::

ولنتعرف سويا على مكة فكيف تعرفنا بنفسها ؟؟؟

انا مكّة المكرمة يكرمني الناس فيقولون: مكة المكرمة، لأنني عاصمة الإسلام والمسلمين، ولأنني أضمّ في حناناي أول بيت وضع للناس، لعبادة الله الواحد الأحد، أعني بيت الله الحرام .. المسجد الحرام الذي بناه أبو الأنبياء إبراهيم، وولده إسماعيل، عليهما السلام، ومنذ ذلك الزمان، صرت مدينة مقدسة، وأمّاً لسائر
المدن والقرى في شبه الجزيرة العربية، وفي الحجاز خاصة .

العربية، لتشتري مني ومن أسواقي ما تريد، لأن أبنائي كانوا من أمهر التجار، ولهم رحلتان في الصيف والشتاء، إلى اليمن السعيد، وإلى بلاد الشام ، يبيعون ويبتاعون كلّ ما يحتاج إليه الإنسان




أنا مكة المكرمة ... على أرضي وُلد النبي العظيم محمد، وعليها درج ونشأ وترعرع، وفي جبل حِراء، أحد جبالي الشماء، نزل عليه الوحي الأمي، في غار حراء، وعندما هاجر إلى أختي المدينة المنورة، لجأ مع صاحبه الصديق إلى غار ثور، في جبل من جبالي الشمّاء أيضاً .. فمن مثلي من مدن العالم



هل في الدنيا جبل كجبل عرفات ؟ هل عندهم مشاعر كالمشاعر التي عندي ؟ هل عندهم مِنى، ومزدلفة ؟ هيهات .. فأنا قبلة المسلمين، وأنا عاصمة الإسلام والمسلمين، تهفو إليّ قلوبهم، وتسعى أرجلهم، تسابقهم مشاعرهم وأحاسيسهم، من أجل الوصول إليّ وأداء فريضة الحج على أرضي، وسُنّة العمرة ..يدخلني الناس خاشعين ضارعين كاشفي رؤوسهم، متجردين من لباس أهل الدنيا، فيامرحباً بهم .. بأبنائي المسلمين



من أعظم ما اختصني الله به من الفضائل أنه جعلني حرمًا آمنًا. قال تعالى: ﴿ أولم نمكّن لهم حرمًا آمنا يُجبى إليه ثمراتُ كلِّ شيء رزقًا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون﴾
فقد جعل الله لبيته حرمًا آمنًا بحدود معلومة متوارثة من زمن إبراهيم عليه السلام، وهذا الحرم الآمن هو مكة، ذلك الموقع الذي حدده الله لخليله إبراهيم ليبني وسطه بيته المعظم. قال تعالى: ﴿ إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرَّمها وله كل شيء، وأمرت أن أكون من المسلمين﴾

وهذا الحرم الآمن لا يسفك فيه دم، ولا تعضد (تقطع) به شجرة، ولا يُنفَّر له صيد،
ولا يُختلى خلاه، ولا تلتقط لقطته للتمليك بل للتعريف.

يوجد على ارضي أكبر أسواق العرب: عكاظ ومجنة وذي المجاز.
ولي ثلاثة مداخل رئيسية هي المعلاة وتعرف باسم الحجون والمسفلة والشبيكة. و المعلاة هي كل ما ارتفع عن مستوى أرض المسجد الحرام والمسفلة هي كل ما كان أسفله



في بداية العام الميلادي 2004م توجت كأول عاصمة للثقافة الإسلامية بإجماع كل المشاركين في مؤتمر وزراء الثقافة بالدول الإسلامية الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة وذلك مــن بــين عـدة مدن وعواصم من جميع دول العالم الإسلامي سعت لنيل هذا الشرف.تقديراً لمكانتي المقدسة كقبلة للمسلمين الذين ينتشرون في كل بقعة على سطح المعمورة، إضافة لاحتضاني أول بيت وضع للناس مباركاً وهدى للعالمين الإسلامية

كنت أحب البقاع إلى قلب رسول الله وصحبه حيث يقول : (والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت) وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ¸لولا الهجرة لسكنت مكة. إني لم أر السماء قط أقرب إلى الأرض منها بمكة، ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة، ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة.



نعم تلك هي مكة مهوى أفئدة ألف مليون مسلم ويزيد في شتى أرجاء الأرض ..
مهبط الوحي وموقع المسجد الحرام المبارك ، وكعبته المشرفة ..
مقصد ملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين ..
أطهر بقعة على وجه الأرض ..

قد خصها الله تعالى في كتابه العزيز بالتكريم، وذكرها بأسماء عديدة بلغت أحد
عشر اسماً، ومن هذه الأسماء: مكة، وبكة، والبلد الآمن، والبلد الأمين ،
والحرم الآمن ، وأم القرى. كما أشار إليها في مواقع عديدة بأسماء أخرى، وأقسم
بها ، وأعطاها ما لم تحظ به أية مدينة في الدنيا .
تلك هي .. مكة المكرمة