المواضيع الأخيرة
بحـث
دخول
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
بدع الاعتقاد..النشأة والتاريخ
صفحة 1 من اصل 1
بدع الاعتقاد..النشأة والتاريخ
إن المتطلع إلى أحوال المسلمين اليوم ، يرى الفرق الشاسع بين جيلنا والجيل الأول الذي قال فيه النبي -
- ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) رواه البخاري و
مسلم ، وما بلغنا هذه الحالة من التردي إلا بسبب بعدنا عن هدى ربنا جلّ
وعلا ، ثم بسبب الانحرافات الدينية والأخلاقية والسلوكية في جميع جوانب
الحياة ، وكان من جملة تلك الانحرافات ما دخل على الأمة من بدع في الاعتقاد
الذي هو قوام الأمة وأساس بنائها ، فوهن صرحها العظيم ، وابتعدت عن الطريق
القويم ، وهل ننتظر من شجر الغرقد أن يثمر الزيتون؟
وإذا أردنا أن نضع يدنا على الجرح ونعرف كيف تسللت البدع الاعتقادية ، فما
علينا إلا أن نستعرض التاريخ الإسلامي ، والذي يبدأ في العهد النبوي ،
فنتأمل حال ذلك الجيل الفريد الذي رباه النبي - - فكان خير هذه الأمة قلوبًا ، وأعمقها علماً ، وأقلها تكلفًا ، لقد تلقوا العقيدة من النبي -
- صافيةً نقيةً ، فاستنارت بها نفوسهم ، وازداد بها إيمانهم ، فكانوا كما
قال الله عزوجل : { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في
الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } ( الأنعام:122 ) ، وكان منهج
الصحابة - رضوان الله عليهم - واضحا في تلقي العقيدة ، والتسليم والانقياد
لكل ما جاء به الشرع ، ، كيف لا يكونوا كذلك ؟ والنبي
قد بين لهم طريق العصمة من الضلال فقال : ( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا
بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله ) رواه مسلم ، وزاد مالك في الموطأ: (
وسنتي ) ، ووضّح لهم خطر الابتداع في الدين فقال: ( وإياكم ومحدثات الأمور ؛
فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) رواه أحمد و أبو داود ، فلذلك لم
يكونوا ليخوضوا فيما ليس لهم به علم ، بل كانوا يبادرون إلى سؤال النبي - - فيما استشكل عليهم ، كما سأل ذلك الصحابي النبي -
- فقال: " يا رسول الله أخبرنا عن ثياب أهل الجنة خلقاً تُخلق أم نسجاً
تُنسج ؟ " فرد عليه قائلاً : ( لا بل تشقّق عنها ثمر الجنة ) رواه أحمد ،
فبهذا المنهج الواضح ، وبهذه العقيدة الراسخة مكّن الله لهم في الأرض ،
ورضي عنهم .
وقضى الله بحكمته أن يزرع الشيطان بذرته في نفسٍ خبيثةٍ حملت أولى نوازع
الهوى والبدعة ، ألا وهو "ذو الخويصرة" الذي اعترض على قسمة النبي -
- في المال الذي بعث به علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إليه من اليمن
فقال هذا الرجل : " إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله " فلما انصرف الرجل
قال النبي -
- محذراً أمته من فتنته : ( دعوه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع
صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من
الدين كما يمرق السهم من الرمية ) رواه البخاري و مسلم ، فكان هذا الرجل
أول بذور الفتنة ، وسلف الخوارج الذين اقتفوا أثره ، وترسموا خطاه .
أما في عصر الخلافة الراشدة فكانت العقيدة الصحيحة سائدة بين المسلمين ، لم
تشُبها شائبةٌ ، سوى مواقف فردية من بعض الجهلة تصدى لها عمر بحزم ،
كموقفه مع صبيغ ذلك الفتى الذي قدم المدينة ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن ،
فأرسل إليه عمر وقد أعد له أعواد النخل ، فقال من أنت ؟ قال أنا عبد الله
صبيغ ، فأخذ عمر يضربه حتى تاب من مقولته ، وكان موقف عمر بن الخطاب - رضي
الله عنه - حازما ، لأنه يعلم أن النبي - - حذّر أمته من هذا المسلك فقال: ( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم ) رواه البخاري و مسلم .
ثم ظهرت الخوارج في زمن علي - رضي الله عنه - واستفحل خطرهم ، حيث أخرجوا
من دائرة الدين كل من ارتكب كبيرة من الكبائر ، وخرجوا على إمام المسلمين
وجماعتهم واستحلوا قتالهم ، فقام علي -رضي الله عنه - ومن معه من الصحابة
فحاربوا هذا الفكر الهدّام .
وبينما انشغل المسلمون بهذه المصيبة ظهرت بدعة التشيع ، والذي تولّى كِبرها
:"عبدالله بن سبأ اليهودي" ، فقال بعصمة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -
وآل البيت ، بل تعدى ذلك إلى تأليهه ، وسب الصحابة علناً ، فتصدى لهذه
الظاهرة علي -رضي الله عنه - وقمعها فظلت مغمورة.
وفي أواخر عهد الصحابة ظهرت بدعة القدرية ، الذين يكذبون بالقدر ، وبما سبق
في اللوح المحفوظ ، فأنكروا أن يكون الله تعالى قد قدّر أفعال العباد ، أو
شاء وقوعها منهم ، وجاء التابعون يسألون عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما -
عن هؤلاء القوم فقال عبد الله :" إذا لقيتم أولئك فأخبروهم أني بريء منهم
وأنهم مني براء ، والذي يحلف به عبد الله بن عمر ، لو أن لأحدهم مثل أحد
ذهبا فأنفقه ما قبله الله عز وجل منه حتى يؤمن بالقدر كله خيره وشره " رواه
مسلم ، فاستبان الحق ، وزهق الباطل ، واستبصرت الأمة.
أما فتنة المرجئة ، فقد ظهرت في نهايات القرن الأول ، حيث خرجوا على الناس
بفكرهم الباطل ، فقالوا : " إن الإيمان هو التصديق بالقلب ، والإقرار
باللسان ، وبالتالي فإن إيمان المسلم العاصي كإيمان أبي بكر وعمر - رضي
الله عنهما - " ، فجعلوا التصديق القلبي مجرداً من عمل الأركان ، وبالتالي
فإن العمل ليس له تأثير في زيادة الإيمان ونقصه ، فكان من آثار هذا الفكر
الخطير تزهيد الناس في العمل والتقليل من أهميته ، ولا يزال لهذا الانحراف
آثار عميقة الجذور امتدت إلى عصرنا هذا .
وفي القرن الثاني اتسعت رقعة البدع ، وانفرط العقد ، فظهرت عدة أفكار
ملوّثة ابتعدت كل البعد عن المنهج الربّاني ، فظهرت الجهميّة الذين نفوا ما
وصف الله به نفسه ، ووصفه به رسوله -
- ، وقالت : إن العاصي مجبور على فعل معصيته ، وظهر من يقول بقول المعتزلة
، وهم الذين يجعلون مرتكب الكبيرة في منزلة بين الكفر والإيمان ، فلا
يُطلق عليه أنه مسلم أو كافر ، بل هو في منزلةٍ بينهما ، فتصدّى سلفنا
الصالح ، وأئمة الهدى لهذا الزحف الخبيث ، حتى انبلج الحق لكل ذي بصيرة .
وفي القرن الثالث الهجري ، تطورت تلك الفرق واتسعت ، وكثر أتباعها ومنظروها
، وزاد الأمر سوءا ما انفتح على الأمة من باب فتنة عظيمة ، تولّى كبرها
الخليفة المأمون ، وكان ذلك لما قام بمهادنة بعض ملوك النصارى ، فطلب منهم
خزانة كتب اليونان والفلاسفة التي عندهم ، فاستشار ملك اليونان من عنده من
أحبار النصارى فقال أحدهم : " جهّزها إليهم ، فما دخلت هذه العلوم على دولة
شرعية إلا أفسدتها وأوقعت بين علمائها " وصدق فيما قال ، فما إن استلم
الخليفة المأمون تلك الكتب ، وعمل على ترجمتها وتعريبها ، حتى دخل على
الناس شر مستطير ، وانشغل الناس بها عن الوحي ، ولم يكتف المأمون بما فعل
فامتحن الناس في قضيّة خلق القرآن ، وتلاه الخليفة المعتصم في ذلك ، وحدثت
الفتن بين المسلمين ، وتطاول الخلفاء على أئمة الدين ، وظهر الاختلاف في
الآراء ، ومال أهل الزيغ إلى البدع والأهواء .
ولا تزال الفتن تتوالى على مر العصور ، والمعركة محتدمة بين الحق والباطل ،
لكن الله سبحانه وتعالى يهيء في كل زمان علماء ربانيّين يقفون أمام هذا
السيل العارم ، فيستبين بهم الحق ، ويهتدي بهم الخلق ، وما ذاك إلا لتبقى
العقيدة صافية نقية كما كانت في عهد النبي - - ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا من الضلال بعد الهدى ، وأن يميتنا على الحق المبين .
.
- ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) رواه البخاري و
مسلم ، وما بلغنا هذه الحالة من التردي إلا بسبب بعدنا عن هدى ربنا جلّ
وعلا ، ثم بسبب الانحرافات الدينية والأخلاقية والسلوكية في جميع جوانب
الحياة ، وكان من جملة تلك الانحرافات ما دخل على الأمة من بدع في الاعتقاد
الذي هو قوام الأمة وأساس بنائها ، فوهن صرحها العظيم ، وابتعدت عن الطريق
القويم ، وهل ننتظر من شجر الغرقد أن يثمر الزيتون؟
وإذا أردنا أن نضع يدنا على الجرح ونعرف كيف تسللت البدع الاعتقادية ، فما
علينا إلا أن نستعرض التاريخ الإسلامي ، والذي يبدأ في العهد النبوي ،
فنتأمل حال ذلك الجيل الفريد الذي رباه النبي - - فكان خير هذه الأمة قلوبًا ، وأعمقها علماً ، وأقلها تكلفًا ، لقد تلقوا العقيدة من النبي -
- صافيةً نقيةً ، فاستنارت بها نفوسهم ، وازداد بها إيمانهم ، فكانوا كما
قال الله عزوجل : { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في
الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } ( الأنعام:122 ) ، وكان منهج
الصحابة - رضوان الله عليهم - واضحا في تلقي العقيدة ، والتسليم والانقياد
لكل ما جاء به الشرع ، ، كيف لا يكونوا كذلك ؟ والنبي
قد بين لهم طريق العصمة من الضلال فقال : ( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا
بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله ) رواه مسلم ، وزاد مالك في الموطأ: (
وسنتي ) ، ووضّح لهم خطر الابتداع في الدين فقال: ( وإياكم ومحدثات الأمور ؛
فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) رواه أحمد و أبو داود ، فلذلك لم
يكونوا ليخوضوا فيما ليس لهم به علم ، بل كانوا يبادرون إلى سؤال النبي - - فيما استشكل عليهم ، كما سأل ذلك الصحابي النبي -
- فقال: " يا رسول الله أخبرنا عن ثياب أهل الجنة خلقاً تُخلق أم نسجاً
تُنسج ؟ " فرد عليه قائلاً : ( لا بل تشقّق عنها ثمر الجنة ) رواه أحمد ،
فبهذا المنهج الواضح ، وبهذه العقيدة الراسخة مكّن الله لهم في الأرض ،
ورضي عنهم .
وقضى الله بحكمته أن يزرع الشيطان بذرته في نفسٍ خبيثةٍ حملت أولى نوازع
الهوى والبدعة ، ألا وهو "ذو الخويصرة" الذي اعترض على قسمة النبي -
- في المال الذي بعث به علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إليه من اليمن
فقال هذا الرجل : " إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله " فلما انصرف الرجل
قال النبي -
- محذراً أمته من فتنته : ( دعوه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع
صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من
الدين كما يمرق السهم من الرمية ) رواه البخاري و مسلم ، فكان هذا الرجل
أول بذور الفتنة ، وسلف الخوارج الذين اقتفوا أثره ، وترسموا خطاه .
أما في عصر الخلافة الراشدة فكانت العقيدة الصحيحة سائدة بين المسلمين ، لم
تشُبها شائبةٌ ، سوى مواقف فردية من بعض الجهلة تصدى لها عمر بحزم ،
كموقفه مع صبيغ ذلك الفتى الذي قدم المدينة ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن ،
فأرسل إليه عمر وقد أعد له أعواد النخل ، فقال من أنت ؟ قال أنا عبد الله
صبيغ ، فأخذ عمر يضربه حتى تاب من مقولته ، وكان موقف عمر بن الخطاب - رضي
الله عنه - حازما ، لأنه يعلم أن النبي - - حذّر أمته من هذا المسلك فقال: ( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم ) رواه البخاري و مسلم .
ثم ظهرت الخوارج في زمن علي - رضي الله عنه - واستفحل خطرهم ، حيث أخرجوا
من دائرة الدين كل من ارتكب كبيرة من الكبائر ، وخرجوا على إمام المسلمين
وجماعتهم واستحلوا قتالهم ، فقام علي -رضي الله عنه - ومن معه من الصحابة
فحاربوا هذا الفكر الهدّام .
وبينما انشغل المسلمون بهذه المصيبة ظهرت بدعة التشيع ، والذي تولّى كِبرها
:"عبدالله بن سبأ اليهودي" ، فقال بعصمة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -
وآل البيت ، بل تعدى ذلك إلى تأليهه ، وسب الصحابة علناً ، فتصدى لهذه
الظاهرة علي -رضي الله عنه - وقمعها فظلت مغمورة.
وفي أواخر عهد الصحابة ظهرت بدعة القدرية ، الذين يكذبون بالقدر ، وبما سبق
في اللوح المحفوظ ، فأنكروا أن يكون الله تعالى قد قدّر أفعال العباد ، أو
شاء وقوعها منهم ، وجاء التابعون يسألون عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما -
عن هؤلاء القوم فقال عبد الله :" إذا لقيتم أولئك فأخبروهم أني بريء منهم
وأنهم مني براء ، والذي يحلف به عبد الله بن عمر ، لو أن لأحدهم مثل أحد
ذهبا فأنفقه ما قبله الله عز وجل منه حتى يؤمن بالقدر كله خيره وشره " رواه
مسلم ، فاستبان الحق ، وزهق الباطل ، واستبصرت الأمة.
أما فتنة المرجئة ، فقد ظهرت في نهايات القرن الأول ، حيث خرجوا على الناس
بفكرهم الباطل ، فقالوا : " إن الإيمان هو التصديق بالقلب ، والإقرار
باللسان ، وبالتالي فإن إيمان المسلم العاصي كإيمان أبي بكر وعمر - رضي
الله عنهما - " ، فجعلوا التصديق القلبي مجرداً من عمل الأركان ، وبالتالي
فإن العمل ليس له تأثير في زيادة الإيمان ونقصه ، فكان من آثار هذا الفكر
الخطير تزهيد الناس في العمل والتقليل من أهميته ، ولا يزال لهذا الانحراف
آثار عميقة الجذور امتدت إلى عصرنا هذا .
وفي القرن الثاني اتسعت رقعة البدع ، وانفرط العقد ، فظهرت عدة أفكار
ملوّثة ابتعدت كل البعد عن المنهج الربّاني ، فظهرت الجهميّة الذين نفوا ما
وصف الله به نفسه ، ووصفه به رسوله -
- ، وقالت : إن العاصي مجبور على فعل معصيته ، وظهر من يقول بقول المعتزلة
، وهم الذين يجعلون مرتكب الكبيرة في منزلة بين الكفر والإيمان ، فلا
يُطلق عليه أنه مسلم أو كافر ، بل هو في منزلةٍ بينهما ، فتصدّى سلفنا
الصالح ، وأئمة الهدى لهذا الزحف الخبيث ، حتى انبلج الحق لكل ذي بصيرة .
وفي القرن الثالث الهجري ، تطورت تلك الفرق واتسعت ، وكثر أتباعها ومنظروها
، وزاد الأمر سوءا ما انفتح على الأمة من باب فتنة عظيمة ، تولّى كبرها
الخليفة المأمون ، وكان ذلك لما قام بمهادنة بعض ملوك النصارى ، فطلب منهم
خزانة كتب اليونان والفلاسفة التي عندهم ، فاستشار ملك اليونان من عنده من
أحبار النصارى فقال أحدهم : " جهّزها إليهم ، فما دخلت هذه العلوم على دولة
شرعية إلا أفسدتها وأوقعت بين علمائها " وصدق فيما قال ، فما إن استلم
الخليفة المأمون تلك الكتب ، وعمل على ترجمتها وتعريبها ، حتى دخل على
الناس شر مستطير ، وانشغل الناس بها عن الوحي ، ولم يكتف المأمون بما فعل
فامتحن الناس في قضيّة خلق القرآن ، وتلاه الخليفة المعتصم في ذلك ، وحدثت
الفتن بين المسلمين ، وتطاول الخلفاء على أئمة الدين ، وظهر الاختلاف في
الآراء ، ومال أهل الزيغ إلى البدع والأهواء .
ولا تزال الفتن تتوالى على مر العصور ، والمعركة محتدمة بين الحق والباطل ،
لكن الله سبحانه وتعالى يهيء في كل زمان علماء ربانيّين يقفون أمام هذا
السيل العارم ، فيستبين بهم الحق ، ويهتدي بهم الخلق ، وما ذاك إلا لتبقى
العقيدة صافية نقية كما كانت في عهد النبي - - ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا من الضلال بعد الهدى ، وأن يميتنا على الحق المبين .
.
مواضيع مماثلة
» محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 3
» محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 4
» محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 5
» محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 6
» محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 7
» محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 4
» محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 5
» محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 6
» محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 7
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:59 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» معلومات عن دراسة تخصص طب الأشعة | INFORMATION ABOUT MEDICAL RADIOLOGY STUDY ABROAD
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:56 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» بحث حول إدارة الموارد البشرية
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:45 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع ترميم الآثار
الإثنين أبريل 09, 2018 12:17 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع هندسة البرمجيّات
الإثنين أبريل 09, 2018 12:13 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع الأسواق والمنشأت المالية "FMI
الإثنين أبريل 09, 2018 12:03 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» تعريف نظم المعلومات
الإثنين أبريل 09, 2018 12:01 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع عن علوم السياسية
الإثنين أبريل 09, 2018 11:59 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع عن الجمارك جمرك المالية
الإثنين أبريل 09, 2018 11:57 am من طرف سورجي بؤ هه مووان