سورجی (بۆهه‌مووان)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.












المواضيع الأخيرة
» معلومات عن دراسة تخصص طب الأشعة | INFORMATION ABOUT MEDICAL RADIOLOGY STUDY ABROAD
وقفات على جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء أبريل 10, 2018 10:59 am من طرف سورجي بؤ هه مووان

» معلومات عن دراسة تخصص طب الأشعة | INFORMATION ABOUT MEDICAL RADIOLOGY STUDY ABROAD
وقفات على جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء أبريل 10, 2018 10:56 am من طرف سورجي بؤ هه مووان

» بحث حول إدارة الموارد البشرية
وقفات على جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء أبريل 10, 2018 10:45 am من طرف سورجي بؤ هه مووان

» موضوع ترميم الآثار
وقفات على جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين أبريل 09, 2018 12:17 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان

» موضوع هندسة البرمجيّات
وقفات على جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين أبريل 09, 2018 12:13 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان

» موضوع الأسواق والمنشأت المالية "FMI
وقفات على جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين أبريل 09, 2018 12:03 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان

» تعريف نظم المعلومات
وقفات على جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين أبريل 09, 2018 12:01 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان

» موضوع عن علوم السياسية
وقفات على جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين أبريل 09, 2018 11:59 am من طرف سورجي بؤ هه مووان

» موضوع عن الجمارك جمرك المالية
وقفات على جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين أبريل 09, 2018 11:57 am من طرف سورجي بؤ هه مووان

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     

اليومية اليومية


وقفات على جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل

اخبار وقفات على جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف سورجي بؤ هه مووان الخميس مارس 11, 2010 10:40 pm

إخواني وأخواتي الكرام برغم عظم ما قام به تجار البقر من سخرية

واستهزاء بخير البشر وما سبقهم به أهل ملتهم من إهانة لكتاب الله

سبحانه ودستور حياتنا إلا ان هذه الضربات أدت الى استيقاظ المارد

الإسلامي النائم والقلوب الغافلة اللاهية واصبح الجميع صغارا وكبارا
الكاتب الشاطر جواد   
مدير منتديات طريق المنارةيردد في مشارق الأرض ومغاربها " إلا رسول الله " و كأن لسان حال

الجميع يقول :

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..

لذلك نصره لنبينا صلى الله عليه وسلم يجب أن نسخر أقلامنا في

الدفاع عنه وإبراز جميع نواحي شخصيته الفذة وحقيقة دوره في

بناء هذه الأمة المحمدية وفي هذا الموضوع ستكون لنا عدة وقفات

نتعرف فيها على جوانب من حياة نبينا صلى الله عليه وسلم نصرة

للحبيب من عباد الصليب ..




الوقفة الأولى " المصطفى "


لقد كان صلى الله عليه وسلم خيار من خيار ، فلقد اصطفى اللـه 

سبحانه من البشرية الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى

من الرسل أولى العزم واصطفى من أولى العزم محمد صلى الله عليه

وسلم وفضله على جميع خلقه ، فهو أفضل الخلق منزلة وأرفع الناس 

ذكرا في الدنيا والآخرة ، وأكثر الأنبياء أتباعا يوم القيامة .

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وخُلقا وألينهم كفا ،

وأطيبهم ريحا ، وأكملهم عقلا ، وأحسنهم عشرة ، وأعلمهم بالله وأشدهم

له خشية ، وأشجع الناس ، وأكرم الناس ، وأحسنهم قضاء ، وأسمحهم 

معاملة ، وأكثرهم اجتهادا في طاعة ربه ، وأصبرهم وأقواهم تحملا ، 

وأشدهم حياء ..

لا ينتقم لنفسه ، ولا يغضب لها ، ولكنه إذا انتهكت حرمات الله ، فإنه 

ينتقم لله تعالى ، وإذا غضب الله لم يقم لغضبه أحد ..

والقوي والضعيف ، والقريب والبعيد ، والشريف وغيره عنده في الحق 

سواء ..

ما عاب طعاما قطا إن اشتهاه أكله ، وإن لم يشتهه تركه ، ويأكل من الطعام

المباح ما تيسر ولا يتكلف في ذلك ..

يقبل الهدية ويكافئ عليها ، ويخصف نعليه ويرقع ثوبه , ويخدم في مهنة

أهله , ويحلِب شاته , ويخدِم نفسه ..

كان أشد الناس تواضعا ، ويجيب الداعي ، من غني أو فقير ، أو دنيء

أو شريف .

كان يحب المساكين ويشهد جنائزهم ويعود مرضاهم ، ولا يحقر فقير

لفقره , ولا يهاب ملكا لملكه , وكان يركب الفرس , والبعير , والحمار ,

والبغلة , ويردف خلفه , ولا يدع أحدا يمشي خلفه . 

خاتمه فضة وفصه منه , يلبسه في خنصره الأيمن وربما يلبسه

في الأيسر ..

كان يعصب على بطنه الحجر من الجوع ، وقد آتاه الله مفاتيح خزائن 

الأرض ، ولكنه اختار الآخرة ..

كان يكثر الذكر ، دائم الفكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويُقصر

الخطبة ، ويحب الطيب ولا يرده ، ويكره الروائح الكريهة ..

كان أكثر الناس تبسما ، وضحك في أوقات حتى بدت نواجذه ،

ويمزح ولا يقول إلا حقا ، ولا يجفو أحدا ، ويقبل عذر المعتذر إليه ..

كان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن ، ويتنفس في الشرب ثلاثا 

خارج الإناء ..

كان يتكلم بجوامع الكلام ، وإذا تَكلم تكلم بكلام بَين فصل ، يحفظه

من جلس إليه ، ويعيد الكلام ثلاثا إذا لم تفهم حتى تفهم عنه ، ولا

يتكلم من غير حاجة ..

وقد جمع الله له مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ، فكانت معاتبته تعريضا 

وكان يأمر بالرفق ويحث عليه ، وينهي عن العنف ، ويحث على العفو

والصفح ، والحلم ، والأناة ، وحسن الخلق ومكارم الأخلاق ..

كان يحب التيامن في طهوره وتنعله ، وترجله ، وفي شأنه كله ، وكانت

يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى ، وإذا اضطجع اضطجع على جنبه

الأيمن ، ووضع كفه اليمنى تحته خده الأيمن ، وإذا عرس قبيل الصبح 

نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه ..

كان مجلسه مجلس :

علم ، وحلم ، وحياء ، وأمانة , وصيانة , وصبر , وسكينة , 

ولا ترفع فيه الأصوات ، ولا تنتهك فيه الحرمات ، يتفاضلون

في مجلسه بالتقوى ، ويتواضعون ، ويوقرون الكبار ، ويرحمون

الصغار ، ويؤثرون المحتاج ، ويخرجون دعاة إلى الخير ..

كان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، وكان يمشي مع الأرملة

والمسكين ، والعبد ، حتى يقضي له حاجته ، ومر على الصبيان يلعبون

فسلم عليهم ، وكان لا يصافح النساء غير المحارم.

كان يتألف أصحابه ويتفقدهم ، ويُكرم كريم كل قوم ، ويقبل بوجهه

وحديثه على من يحادثه ، حتى على أشر القوم يتألفهم بذلك ، ولم يكن

فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا ، ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو

ويصفح ويحلم ، لم يضرب خادما ولا امرأة ولا شيئا قط , إلا أن

يجاهد في سبيل الله تعالى ..

ما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما , فإن كان إثما

كان أبعد الناس عنه.

جمع الله سبحانه له كمال الأخلاق ومحاسن الشيم وآتاه من العلم والفضل

وما فيه النجاة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة ما لم يؤت أحدا من 

العالمين , وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب , ولا معلم له من البشر ، واختاره

الله سبحانه على جميع الأولين والآخرين ، وجعل دينه للجن والناس

أجمعين إلى يوم الدين .



الوقفة الثانية " دعوته "

كانت وظيفته صلى الله عليه وسلم هي الدعوة إلى التوحيد ، وإنقاذ

الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ، ومن ظلمات المعاصي والسيئات

إلى نور الطاعات والأعمال الصالحات ، ومن الجهل إلى المعرفة والعلم ، 

فلا خير إلا دل أمته عليه ، ولا شر إلا حذرها منه صلى الله عليه وسلم.

ولقد كان صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة وإماما يقتدى به لقوله 

تعالى : 

(( لقد كان لكم في رسول الله قدوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر 

وذكر الله كثيرا ))

ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تفطرت قدماه وانتفخت وورمت

فقيل له : 

أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟

قال صلى الله عليه وسلم : 

" أفلا أكون عبداً شكورا "

وكان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة ، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة ، 

وكان يصلي الرواتب اثنتي عشرة ركعة ، وربما صلاها عشر ركعات ، وكان

يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله ، وكان يطيل صلاة الليل فربما

صلى ما يقرب من خمسة أجزاء في الركعة الواحدة ، فكان ورده من الصلاة

كل يوم وليلة أكثر من أربعين ركعة منها الفرائض سبع عشر ركعة .

وكان يصوم غير رمضان ثلاثة أيام من كل شهر ، ويتحرى صيام الاثنين والخميس ،

وكان يصوم شعبان إلا قليلا ، بل كان يصومه كله ، ورغب في صيام ست من

شوال ، وكان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال : 

لا يفطر ، ويفطر حتى يقال : لا يصوم .

وما استكمل شهر غير رمضان إلا ما كان منه في شعبان ، وكان يصوم يوم

عاشوراء ، وروي عنه صوم تسع ذي الحجة ، وكان يواصل الصيام اليومين 

والثلاثة وينهى عن الوصال ، وبين أنه صلى الله عليه وسلم ليس كأمته ، فإنه

يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه ، وهذا على الصحيح : 

ما يجد من لذة العبادة والأنس والراحة وقرة العين بمناجاة الله تعالى ، ولهذا

قال : " يا بلال أرحنا بالصلاة "

وقال : " وجُعِلت قرة عيني في الصلاة "

ومع هذه الأعمال المباركة العظيمة فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول : 

" خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وأحب العمل

إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل" 

وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملا أثبتوه.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة داوم عليها ، وقد تقال عبادة

النبي صلى الله عليه وسلم نفر من أصحابه صلى الله عليه وسلم وقالوا :

وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ 

وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال بعضهم :

أما أنا فأنا أصلي الليل أبدا 

وقال بعضهم : 

أنا أصوم ولا أفطر

وقال بعضهم : 

أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا 

فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إليهم فقال :

" أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟

أما والله إني لأخشاكم الله أتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي

وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني"

والمراد بالسنة الهدي والطريقة لا التي تقابل الفرض ، والرغبة عن الشيء

الإعراض عنه إلى غيره. 

ومع هذه الأعمال الجليلة فقد كان يقول صلى الله عليه وسلم : 

" سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله "

قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ 

قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل "

وكان يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "

ويقول : " اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك "

وكان صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته وداوم عليه 

ولهذا قال :

" إن أحب الأعمال إلى الله تعالى ما داوم عليه صاحبه وإن قل "



الوقفة الثالثة

" تزكية الله سبحانه لنبيه في القرآن "

إن قدر رسول اللـه عند اللـه لعظيم ، وإن كرامة النبى عند اللـه لكبيرة

فهو المصطفى وهو المجتبى فلقد اصطفى اللـه من البشرية الأنبياء 

واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولى العزم واصطفى

من أولى العزم الخمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد واصطفى

محمد صلى الله عليه وسلم ففضله على جميع خلقه. 

ولقد زكاه في كتابه الكريم وشرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه

وزره وزكاه فى كل شىء :

زكاه فى عقله فقال سبحانه : ( ما ضل صاحبكم وما غوى )

زكاه فى صدقه فقال سبحانه : ( وما ينطق عن الهوى )

زكاه فى صدره فقال سبحانه : ( ألم نشرح لك صدرك ) 

زكاه فى فؤاده فقال سبحانه : ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) 

زكاه فى ذكره فقال سبحانه : ( ورفعنا لك ذكرك ) 

زكاه فى طهره فقال سبحانه : ( ووضعنا عنك وزرك )

زكاه فى علمه فقال سبحانه : ( علمه شديد القوى )

زكاه فى حلمه فقال سبحانه : ( بالمؤمنين رؤوف رحيم )

زكاه كله فقال سبحانه : ( و إنك لعلى خلق عظيم )



وزكاه بقوله تعالى : 

(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

والله إنك لعظيم الأخلاق ، كريم السجايا ، مهذب الطباع ، نقي الفطرة.

والله إنك جم الحياء ، حي العاطفة ، جميل السيرة ، طاهر السريرة.

والله إنك قمة الفضائل ، ومنبع الجود ، ومطلع الخير ، وغاية الإحسان.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

يظلمونك فتصبر ، يؤذونك فتغفر ، يشتمونك فتحلم ، يسبونك فتعفو ،

يجفونك فتصفح.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

يحبك الملك والمملوك ، والصغير والكبير ، والرجل والمرأة ، والغني والفقير ، 

والقريب والبعيد ، لأنك ملكت القلوب بعطفك ، وأسرت الأرواح بفضلك ، وطوقت

الأعناق بكرمك.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

هذبك الوحي ، وعلمك جبريل ، وهداك ربك ، وصاحبتك العناية ، ورافقتك الرعاية ،

وحالفك التوفيق.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

البسمة على محياك ، البِِشر على طلعتك ، النور على جبينك ، الحب في قلبك ، 

الجود في يدك ، البركة فيك ، الفوز معك.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

لا تكذب ولو أن السيف على رأسك ، ولا تخون ولو حزت الدنيا ، ولا تغدر ولو أعطيت

الملك ، لأنبي نبي معصوم ، وإمام قدوة ، وأسوة حسنة.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

صادق ولو قابلتك المنايا ، وشجاع ولو قاتلت الأسود ، وجواد ولو سئلت كل ما تملك ،

فأنت المثال الراقي والرمز السامي.


(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

سبقت العالم ديانة وأمانة وصيانة ورزانة ، وتفوقت على الكل علما وحلما وكرما 

ونبلا وشجاعة وتضحية.




وزكاه بقوله تعالى :

(( عم يتساءلون * عن النبأ العظيم ))

فمبعثه هو أروع الأنباء وأعظم الأخبار الذي سارت به الأخبار ، وتحدث به السمار ،

ورعاه الركبان ، واندهش منه الدهر ، وذهب منه الزمن ، فقد استدار له التاريخ

ووقفت له الأيام ، فقصة إرساله صلى الله عليه وسلم لا يلفها الظلام ولا تغطيها

الريح ولا يحجبها الغمام ، فإنما هي قصة عبرت البحار واجتازت القفار ، ونزلت 

على العالم نزول الغيث ، وأشرقت إشراق الشمس ، وصح عنه صلى الله عليه 

وسلم أنه قال :

" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث " 

فهوصلى الله عليه وسلم بعث ليعبد الله وحده لا شريك له 

بعث ليقال في الأرض :

لا اله إلا الله محمد رسول الله 

بعث ليحق الحق ويبطل الباطل

بعث بالمحجة البيضاء والملة الغراء والشريعة السمحاء

بعث بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى

بعث بالخير والسلام والبر والمحبة والسعادة والصلاح ، والأمن والإيمان

بعث بالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف 

والنهي عن المنكر

بعث بمعالي الأمور ومكارم الأخلاق ومحاسن الطباع ومجامع الفضيلة

بعث لدحض الشرك وسحق الأصنام وكسر الأوثان وطرد الجهل ومحاربة

الظلم وإزهاق الباطل ونفي الرذيلة 

فما من خير إلا دل عليه ، وما من شر إلا حذر منه.



الوقفة الرابعة " زهده "

كان صلى الله عليه وسلم الأسوة العظمى في الإقبال على الآخرة

وترك الدنيا وعدم الإلتفات إليها أو الفرح بها أو جمعها أو التلذذ بطيباتها

أو التنعم بخيراتها ..

فلم يبني قصرا ، ولم يدخر مالا ، ولم يكن له كنز ولا جنة يأكل منها ،

وكان يدعو بقوله وفعله وحاله الى الزهد في الدنيا والاستعداد والعمل

للآخرة.

بل خير بين أن يكون ملكا رسولا أو عبدا رسولا فاختار أن يكون 

عبدا رسولا ، يشبع يوما ويجوع يوما ، حتى لقي الله عز وجل .

وكان زهده صلى الله عليه وسلم زهد من علم بفناء الدنيا وسرعة 

زوالها وقلة زادها وقصر عمرها ، وبقاء الآخرة وما أعده الله لأوليائه

فيها من نعيم مقيم وأجرعظيم وخلود دائم ، فرفض صلى الله عليه وسلم

الأخذ من الدنيا إلا بقدر ما يسد الرمق ، مع العلم أن الدنيا عرضت عليه

وتزينت له وأقبلت إليه ، ولو أراد جبال الدنيا أن تكون ذهبا وفضة

لكانت ، بل آثر الزهد والكفاف ، فربما بات جائعا ويمرالشهر لا توقد 

في بيته نار ، ويستمر الأيام طاويا لا يجد رديء التمر يسد به جوعه ،

وما شبع من خبز الشعير ثلاث ليال متواليات ، وكان ينام على الحصير 

حتى أثر في جنبه ، وربط الحجر على بطنه من الجوع ، وكان ربما

عرف أصحابه أثر الجوع في وجهه صلى الله عليه وسلم.

وكان بيته من طين ، متقارب الأطراف ، داني السقف ، وقد رهن درعه

في ثلاثين صاعا من شعير عند يهودي ، وربما لبس إزارا ورداء فحسب ،

وما أكل على خوان قط ، إكراما لنفسه عن أدران الدنيا ، وتهذيبا لروحه

وحفظا لدينه ليبقى أجره كاملا عند ربه ، وليتحقق له وعد مولاه :

(( ولسوف يعطيك ربك فترضى ))

وكان يقسم الأموال على الناس ثم لا يحوز منها درهما واحدا ، ويوزع

الإبل والبقر والغنم على الأصحاب والأتباع والمؤلفة قلوبهم ثم لا يهب

بناقة ولا بقرة ولا شاة .

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه اضطجع على الحصير فأثر في 

جنبه ، فدخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبكى وجعل يمسح

جنبه فقال رضي الله عنه : 

يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا ؟ 

فقال صلى الله عليه وسلم : 

"مالي وللدنيا ، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف

فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها "

وقال صلى الله عليه وسلم : 

" لو كان لي مثل أُحد ذهبا ما يسرني أن لا يمر علي ثلاث وعندي

منه شيء ، إلا شيء أرصده لدين "

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : 

( ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة أيام حتى قبض )

وقالت عائشة رضي الله عنها : 

( خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير )

وقالت رضي الله عنها: 

( ما أكل آل محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر )

وقالت رضي الله عنها : 

( إنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أُوقدت في أبيات

رسول الله صلى الله عليه وسلم نار.

فقال عروة : ما كان يقيتكم ؟

قالت : الأسودان .. التمر والماء )

و قالت رضي الله عنهما : 

( كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدَم وحشوه ليف )

ومع هذا كان يقول صلى الله عليه وسلم :

" اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا "

ومع زهده في الدنيا كان صلى الله عليه وسلم سخيا وجوادا ، فكان 

لا يرد سائلا ولا يحجب طالبا ولا يخيب قاصدا ، وأخبر أن الدنيا لا تساوي

عند الله جناح بعوضة ..

وقال صلى الله عليه وسلم في الدنيا :

" كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال :

" ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس"

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال :

" الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلما "

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :

" ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت

فأمضيت "




الوقفة الخامسه " جهاده وشجاعته "

جاهد صلى الله عليه وسلم في جميع ميادين الجهاد :

جهاد النفس وله أربع مراتب :

جهادها على تعلم أمور الدين ، والعمل به ، والدعوة إليه على بصيرة ، 

والصبر على مشاق الدعوة .

وجهاد الشيطان وله مرتبتان : 

جهاده على دفع ما يلقي من الشبهات ، ودفع ما يلقي من الشهوات .

وجهاد الكفار وله أربع مراتب : 

بالقلب ، واللسان ، والمال ، واليد.

وجهاد أصحاب الظلم وله ثلاث مراتب : 

باليد ، ثم باللسان ، ثم بالقلب.

فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد ، وأكمل الناس فيها محمد صلى

الله عليه وسلم ، لأنه كمل مراتب الجهاد كله ، فكانت ساعاته موقوفة

على الجهاد : 

بقلبه ، ولسانه ، ويده ، وماله .

ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا وأعظمهم عند الله قدرا.

وعندما دارت المعارك الحربية بينه وبين أعداء التوحيد كان صلى

الله عليه وسلم أثبت الناس قلبا كالطود لا يتزعزع ولا يتزلزل ، ولا يخاف

التهديد والوعيد ، ولا ترهبه المواقف والأزمات ، ولا تهزه الحوادث 

والملمات ، فوض أمره لربه وتوكل عليه وأناب إليه ، ورضي بحكمه واكتفى

بنصره ووثق بوعده ، فكان صلى الله عليه وسلم أول من يهب عند سماع

المنادي ، بل هو الذي سن الجهاد وحث وأمر به ، فكان يخوض المعارك بنفسه

ويباشر القتال بشخصه الكريم ، يعرض روحه للمنايا ويقدم نفسه للموت ، 

غير هائب ولا خائف ، ولم يفر من معركة قط ، وما تراجع خطوة واحدة ساعة

يحمي الوطيس وتقوم الحرب على ساق وتشرع السيوف وتمتشق الرماح وتهوي

الرؤوس ويدور كأس المنايا على النفوس ، فهو في تلك اللحظة أقرب أصحابه

من الخطر ، يحتمون أحيانا وهو صامد مجاهد ، لا يكترث بالعدو ولو كثر عدده ،

ولا يأبه بالخصم ولو قوي بأسه ، بل كان يعدل الصفوف ويشجع المقاتلين ويتقدم 

الكتائب ، لا يبلغ مبلغه في ثبات الجأش وقوة القلب مخلوق ، فهو الشجاع الفريد

والصنديد الوحيد الذي كملت فيه صفات الشجاعة وتمت فيه سجايا الإقدام 

وقوة البأس ، وهو القائل :

" والذي نفسي بيده لوددت أنني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل "

برز يوم بدر وقاد المعركة بنفسه ، وخاض غمار الموت بروحه الشريفة ،

ونام الناس ليلة بدر وما نام هو صلى الله عليه وسلم ، بل قام يدعو ويتضرع 

ويتوسل الى ربه ويسأله نصره وتأييده .

وقد شُج صلى الله عليه وسلم في وجهه وكسرت رباعيته في غزوة أحد ، وقُتل

سبعون من أصحابه ، فما وهن ولا ضعف ولا خار ، بل كان أمضى

من السيف.

وتكالبت عليه الأحزاب يوم الخندق من كل مكان ، وضاق الأمر وحل الكرب ،

وبلغت القلوب الحناجر ، وظن بالله الظنون ، وزلزل المؤمنون زلزالا شديدا ،

فقام صلى الله عليه وسلم يصلي ويدعو ويستغيث مولاه حتى نصره ربه ورد

كيد عدوه وأخزى خصومه وأرسل عليهم ريحا وجنودا وباؤوا بالخسران

والهوان.

وقد فر الناس يوم حنينن وما ثبت إلا هو وستة من أصحابه ، ونزل عليه

قوله تعالى : 

(( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين ))

وكان عدد غزواته التي قادها بنفسه سبع وعشرون غزوة ، وقاتل

في تسع منها ، أما المعارك التي أرسل جيشها ولم يقدها فيقال لها 

سرايا فقد بلغت ستة وخمسين سرية .




الوقفة السادسة " خصائص النبي "

خص الله سبحانه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بخصائص عظيمة ،

ومنح وعطايا كريمة ليس لأحد عليه فيها مزيد ولا يلحقه عبد من

العبيد ومن هذه الخصائص :

جمع له الله سبحانه من مراتب الوحي مراتب عديدة 

الأولى 

الرؤيا الصالحة ، وكانت مبدأ وحيه صلى الله عليه وسلم وكان لا يرى

الرؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح .

قالت عائشة رضي الله عنها :

( كان أول ما بُدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في

النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح )

الثانية

ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه ، عن أبي أمامة رضي

الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

" إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها 

وتستوعب رزقها ، فأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاءُ الرزق 

أن يطلبه بمعصية الله فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته "

الثالثة

أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل له الملك رجلا فيخاطبه ، وفي هذه

المرتبة كان يراه الصحابة أحيانا ، أخرج مسلم من حديث عمر رضي

الله عنه الطويل وفيه : 

"يا عمر أتدري من السائل ؟

قال : الله ورسوله أعلم

قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم "

الرابعة

أنه كان يأتيه مثل صلصلة الجرس ، أخرج البخاري من حديث عائشة 

رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل النبي صلى الله

عليه وسلم فقال : كيف يأتيك الوحي ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشد علي فيفصم عني وقد وعيت

عنه ما قال "

الخامسة

أنه كان يرى الملك في صورته التي خُلق عليها .

السادسة

ما أوحاه الله إليه وهو فوق السموات ليلة المعراج.

السابعة

كلام الله منه إليه بلا واسطة ملك كما كلم الله تعالى موسى بن عمران 

عليه السلام . 


خص الله نبيه أن جعل ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

"ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة "

قال ابن حجر في قوله صلى الله عليه وسلم "روضة من رياض الجنة "

أي كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة والسعادة بما يحصل

من ملازمة حلق الذكر لا سيما في عهده صلى الله عليه وسلم ،أو أن

المعنى أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة ، أو أن المراد أنه روضة حقيقة

بأن يُنقل ذلك الموضع في الآخرة إلى الجنة .


خص الله سبحانه نبيه بأنه أول شفيع في الجنة وأول من 

يقرع بابها ويدخل من أمته الجنة سبعون ألفاً بغير حساب 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم :

" أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تابعا "

وعنه رضي الله قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن : من أنت؟

فأقول : محمد

فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك "

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" عُرِضت علي الأمم ، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط والنبي

ليس معه أحد حتى رفع لي سواد عظيم قلت : ما هذا ؟ أمتي هذه ؟

قيل هذا موسى وقومه ، قيل انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم قد ملأ الأفق ،

ثم قيل انظر هاهنا وهاهنا في آفاق السماء فإذا سواد قد ملأ الأفق قيل هذه

أمتك ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب "

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : 

" يدخل من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة

البدر "

قال أبو هريرة : فقام عكاشة بن محصن الأسدي يجر نمرة عليه فقال :

يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" اللهم اجعله منهم "

ثم قام رجل آخر من الأنصار فقال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبقك بها عُكاشة "

قال العز بن عبد السلام : 

( من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه يدخل إلى الجنة من أمته سبعون

ألفا بغير حساب ولم يثبت ذلك لغيره صلى الله عليه وسلم )


خص الله سبحانه نبيه بتعهد الله تعالى بحفظ الكتاب المنزل عليه

خص الله تعالى القرآن الكريم دون سائر الكتب السماوية الأخرى 

بالحفظ. قال تعالى : (( إنا نحن نزلنا الذكر و إناله لحافظون ))


خص الله سبحانه نبيه بخواتيم سورة البقرة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إني أوتيتهما من كنز من بيت تحت العرش ولم يؤتهما نبي قبلي "


خص الله سبحانه نبيه بكونه خاتم النبيين

قال تعالى : 

(( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولَكن رسول الله وخاتم النبِيين

وكان الله بكل شيء عليما )) 

قال ابن كثير : 

( هذه الآية نص في أنه لا نبي بعده وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول

بطريق الأولى والأحرى ، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة ،

فإن كل رسول نبي ولا ينعكس )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال : 

" مثلي ومثل الأنبياء من قبلي ، كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله

إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون :

هلا وضعت هذه اللبنة ؟

قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين "


خص الله سبحانه نبيه بإرساله إلى الثقلين

وهذه من خصائصه الكبرى صلى الله عليه وسلم ، حيث كان النبي يرسل

إلى قومه خاصة والنبي صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الناس عامة ،

وكما أنه صلى الله عليه وسلم مرسل إلى الناس عامة فهو أيضا مرسل إلى

الجن قال تعالى : 

(( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ))

حيث يدخل في العالمين عالم الجن مع الإنس.

قال القرطبي : ( المراد بالعالمين هنا الإنس والجن ، لأن النبي صلى الله

عليه وسلم كان رسولا إليهما ونذيرا لهما )

وقال تعالى : 

(( قل أوحى الى انه استمع نفر من الجن فقالوا أنا سمعنا قرآنا عجبا * 

يهدي الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ))


خص الله سبحانه نبيه بالنصر بالرعب مسيرة شهر وجعلت له الأرض

مسجدا وطهورا وأحلت له الغنائم 

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم 

قال: 

" أُعطيت خمسا لم يُعطهن أحد قبلي :

نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجدا وطهورا

فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأُحلت لي الغنائم ولم

تحل لأحد قبلي ، وأُعطيت الشفاعة ، وكان النبي يُبعث إلى قومه 

خاصة وبُعثت إلى الناس عامة "


خص الله سبحانه نبيه بأن الله تعالى أقسم بحياته

قال تعالى : (( لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون ))

قال ابن كثير:

( أقسم تعالى بحياة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ، وفي هذا تشريف عظيم

ومقام رفيع وجاه عريض )

وقال العز بن عبد السلام :

( والإقسام بحياة المقسم بحياته يدل على شرف حياته وعزتها عند المُقسم بها ، 

ولم يثبت هذا لغيره صلى الله عليه وسلم )


خص الله سبحانه نبيه بأن قدمه على جميع أنبيائه في الذكر 

في أغلب آيات القرآن 

قال تعالى :

(( واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم

واخذنا منهم ميثاقا غليظا ))

قال ابن كثير: 

( فبدأ بالخاتم لشرفه صلوات الله عليه ثم رتبهم بحسب وجودهم صلوات الله عليهم )


خص الله سبحانه نبيه بإمامة الأنبياء في بيت المقدس

لم تقتصر فضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة لإخوانه الأنبياء 

على ما سبق ذكره ، بل قد جمع الله تعالى له جماعة منهم فصلى بهم إماما ،

تأكيداً لفضله وشرفه عليهم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم :

" لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي ، فسألتني عن أشياء

من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربة ما كربت مثلها قط ، قال :

فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به ، وقد رأيتني

في جماعة من الأنبياء ، فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه

من رجال شنوءة وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي أقرب الناس

به شبها عروة بن مسعود الثقفي ، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي أشبه

الناس به صاحبكم يعني نفسه ، فحانت الصلاة فأممتهم ، فلما فرغت من

الصلاة قال قائل : يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه فالتفت إليه 

فبدأني بالسلام "


خص الله سبحانه نبيه بأن الصلاة في مسجده 

أفضل من ألف صلاة

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : 

( إن امرأة اشتكت شكوى فقالت إن شفاني الله لأخرجن فلأصلين في بيت

المقدس ، فبرأت ثم تجهزت تريد الخروج ، فجاءت ميمونة زوج النبي

صلى الله عليه وسلم تسلم عليها فأخبرتها ذلك فقالت :

اجلسي فكلي ما صنعت وصل في مسجد الرسول الله صلى الله عليه وسلم

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة )

خص الله سبحانه نبيه بأنه أول من تنشق عنه الأرض وبإعطائه لواء الحمد 

وأول من يدخل الجنة يوم القيامة

عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" إني لأول من تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر ، وأعطيت

لواء الحمد ولا فخر ، وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من 

يدخل الجنة ولا فخر ، وإني آتي باب الجنة فآخذ بحلقها فيقولون من هذا

فأقول أنا محمد فيفتحون لي فأدخل فإذا الجبار مستقبلي فأسجد له فيقول :

ارفع رأسك يا محمد ، وتكلم يسمع منك "




الوقفة السابعة " بعض شمائله "

الصدق

إنه الصادق الأمين في الجاهلية قبل الإسلام والرسالة ، فكيف حاله 

بعد الوحي والهداية ونزول جبريل عليه ونبوته ..

انه أصدق من تكلم ، كلامه حق وصدق وعدل ، لم يعرف الكذب

في حياته جادا أو مازحا ، بل حرم الكذب وذم أهله ونهى عنه ،

وقال :

" إن الصدق يهدي الى البر ، وإن البر يهدي الى الجنة ، ولا يزال الرجل

يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا "

ويكفيه صدقا صلى الله عليه وسلم أنه أخبر عن الله بعلم الغيب ، وائتمنه 

الله سبحانه على الرسالة ، فأداها للأمة كاملة تامة ، فكل قوله وعمله 

وحاله مبني على الصدق ، فهو :

فهو صلى الله عليه وسلم صادق مع ربه 

صادق مع نفسه

صادق مع الناس

صادق مع أهله

صادق مع أعدائه

صادق في سلمه وحربه 

ورضاه وغضبه

وجد وهزله

وبيانه وحكمه

صادق مع القريب والبعيد ، والصديق والعدو ، والرجل والمرأة 

صادق في حضره وسفره ، وحله وإقامته ، ومحاربته ومصالحته ، 

وبيعه وشرائه ، وعقوده وعهوده ومواثيقه ، وخطبه ورسائله ، 

وفتاويه وقصصه ، وقوله ونقله ، وروايته ودرايته ..

بل معصوم من أن يكذب ، فالله مانعه وحاميه من هذا الخلق المشين ،

فقد أقام لسانه وسدد لفظه ، وأصلح نطقه وقوم حديثه .

فهو الصادق المصدوق ، الذي كان يقول :

" ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين "


الصبر

لقد مر صلى الله عليه وسلم بالعديد من المصائب والمشاق ، وهو صابر

محتسب ..

صبرعلى اليتم والفقر ، وكذب فصبر ، قالوا له شاعر كاهن ساحر مجنون

كاذب مفتر فصبر ، ومات عمه فصبر ، وماتت زوجته فصبر ، أخرجوه ،

آذوه ، شتموه ، سبوه ، حاربوه ، سجنوه فصبر، وأبعد من مكة فصبر ، 

وقتل عمه حمزة رضي الله عنه فصبر ، وتوفي ابنه فصبر ، ورميت زوجته 

الطاهرة فصبر ..

وصبر على قتل القرابة والفتك بالأصحاب وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء

وتحزب الخصوم ، وصبر على تجهم القريب وتكالب البعيد ، وصولة الباطل

وطغيان المكذبين ..

صبر على الدنيا بزينتها وزخرفها ، فلم يتعلق منها بشيء ، فهو صلى الله

عليه وسلم الصابر المحتسب في كل شأن من شؤون حياته ، فالصبر درعه

وترسه وصاحبه وحليفه ..

وصبره صلى الله عليه وسلم كان صبرالواثق بنصر الله ، المطمئن الى وعد 

الله ..

وصبره صبر من علم أن الله سوف ينصره لا محالة ، وأن العاقبة له ،

وأن الله معه ، وأن الله حسبه وكافيه ..

فهو مضرب المثل في سعة الصدر وجليل الصبر وثبات القلب .


التواضع

لقد كان تواضعه صلى الله عليه وسلم تواضع من عرف ربه مهابة ،

واستحيا منه وعظمه وقدره حق قدره ، فسافرت روحه الى الله 

وهاجرت نفسه الى الدار الآخرة ، فما عاد يعجبه شيء مما يعجب 

أهل الدنيا ، فصار عبدا لربه بحق ، فكان يتبسم في وجوه أصحابه

ويقول :

" إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد واجلس كما يجلس العبد " 

وكان يتواضع للمؤمنين ، ويقف مع العجوز ويزور المريض ويعطف

على المسكين ، ويصل البائس ويواسي المستضعفين ويداعب الأطفال ،

ويواكل الناس ويجلس على التراب وينام على الثرى ، ويفترش الرمل 

ويتوسد الحصير ، ويحمل حاجة أهله ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويكنس 

بيته ويحلب شاته ، ويقطع اللحم مع أهله ، ويقرب الطعام لضيفه ،

ويتناوب ركوب الراحلة مع رفيقه ، ويلبس الصوف ويأكل الشعير ، 

وربما مشى حافيا ، وينام في المسجد ، ويركب الحمار ، ويردف على الدابة ،

ويعاون الضعيف ويتفقد السرية ، ويكون في آخرهم فيساعد من احتاج ،

ويرافق الوحيد منهم ..

ولما رآه رجل ارتجف من هيبته فقال له :

" هون عليك ، فإني ابن امرأة كانت تاكل القديد بمكة "

وكان يكره المدح ، وينهى عن إطرائه ويقول :

" لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ، فإنما أنا عبدالله 

ورسوله ، فقولوا عبدالله ورسوله "

وكان يحب المساكين ، ويروى عنه قوله : 

" اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين "

وكان يحرم الكبر وينهى عنه ، ويبغض أهله ويقول :

" يحشر المتكبرون يوم القيامة في صورة الذر، يغشاهم الذل من

كل مكان "

ويروي عن ربه تعالى أنه قال :

" الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منها قذفته

في النار "

سورجي بؤ هه مووان
سورجي بؤ هه مووان
سه رؤكى سايت
سه رؤكى سايت

عدد المساهمات/زماره ى به شداريه كان : 3288
تاريخ التسجيل : 11/03/2010

https://surchy.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى