المواضيع الأخيرة
بحـث
دخول
أبريل 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 |
حذيفة بن اليمان...رضي الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
حذيفة بن اليمان...رضي الله عنه
حذيفة بن اليمان...رضي الله عنه
حذيفة بن اليَمان بن جابر العبسي وكنيته أبا عبد الله وكان صاحب سر رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- ، جاء حذيفة هو وأخـوه ووالدهمـا الى رسـول الله
واعتنقوا الإسلام ولقد نما -رضي الله عنه- في ظل هذا الديـن ، وكانت له
موهبـة في قراءة الوجوه والسرائر ، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي
الفتن ومسالك الشرور ليتقيها ، فقد
جاء الى الرسول يسأله :( يا رسول الله ان لي لسانا ذربا على أهلي وأخشى أن
يدخلني النار )000فقال له النبي :( فأين أنت من الاستغفار ؟؟000اني لأستغفر
الله في اليوم مائة مرة )000هذا هو حذيفة -رضي الله عنه-000
يوم أحد
لقد كان في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قويا ، فها هو يرى والده يقتل خطأ
يوم أحد بأيدي مسلمة ، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه :( أبي ، أبي ،
انه أبي !!)000ولكن أمر الله قد نفذ ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن
والوجوم ، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال :( يغفر الله لكم ، وهو أرحم
الراحمين )000ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة000وبعد انتهاء
المعركة علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك ، فأمر بالدية عن والد حذيفة
( حسيل بن جابر ) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين ، فزداد الرسول له حبا
وتقديرا 000
غزوة الخندق
عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرق الله جماعتهم ،
دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- حذيفة بن اليمان ، وكان الطقس باردا
والقوم يعانون من الخوف والجوع ، وقال له :( يا حذيفة ، اذهب فادخل في
القوم فانظر ماذا يصنعون ، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا !)000فذهب ودخل في
القوم ، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لاتقر لهم قدرا ولا نارا ولا
بناء ، فقام أبوسفيان فقال :( يا معشر قريش ، لينظر امرؤ من جليسه ؟)000قال
حذيفة :( فأخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت : من أنت ؟00قال : فلان
بن فلان )000فأمن نفسه في المعسكر ، ثم قال أبو سفيان :( يا معشر قريش ،
انكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا
بنوقريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، ما
تطمئن لنا قدر ، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني
مرتحل)000ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير، يقول حذيفة:( لولا عهد رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- الي الا تحدث شيئا حتى تأتيني ، لقتلته بسهم )000وعاد
حذيفة الى الرسول الكريم حاملا له البشرى000
خوفه من الشر
كان حذيفة -رضي الله عنه- يرى أن الخير واضح في الحياة ، ولكن الشر هو المخفي ، لذا فهو يقول :(000
كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني000
قلت :( يا رسول الله ، انا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟)000قال :( نعم )000
قلت :( فهل من بعد هذا الشر من خير ؟)000قال :( نعم ، وفيه دخن )000
قلت :( وما دخنه ؟)000قال :( قوم يستنون بغير سنتي ، ويهتدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر )000
قلت :( وهل بعد ذلك الخير من شر ؟)000قال :( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم اليها قذفوه فيها )000
قلت :( يا رسول الله ، فما تأمرني ان أدركني ذلك ؟)000قال :( تلزم جماعة المسلمين وامامهم )000
قلت :( فان لم يكن لهم جماعة ولا امام ؟)000قال :( تعتزل تلك الفرق كلها ،
ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )000
المنافقون
كان حذيفة -رضي الله عنه- يعلم أسماء المنافقين ، أعلمه بهم رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- ، وسأله عمر :( أفي عمّالي أحدٌ من المنافقين ؟)000قال :(
نعم ، واحد )000قال :( مَن هو ؟)000قال :( لا أذكره )000قال حذيفة :(
فعزله كأنّما دُلَّ عليه )000
وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر ، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر000
آخر ما سمع من الرسول
عن حذيفة قال :( أتيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي توفاه
الله فيه ، فقلت :( يا رسول الله ، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟!)000فردَّ
عليّ بما شاء الله ثم قال :( يا حذيفة أدْنُ منّي )000فدنوتُ من تلقاء
وجههِ ، قال :( يا حُذيفة إنّه من ختم الله به بصومِ يومٍ ، أرادَ به الله
تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة ، ومن أطعم جائعاً أراد به الله ، أدخله الله
الجنة ، ومن كسا عارياً أراد به الله ، أدخله الله الجنة )000قلتُ :( يا
رسول الله ، أسرّ هذا الحديث أم أعلنه )000قال :( بلْ أعلنْهُ )000فهذا آخر
شيءٍ سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)000
أهل المدائن
خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر -رضي الله عنه- لهم ،
فأبصروا أمامهم رجلا يركب حماره على ظهره اكاف قديم ، وأمسك بيديه رغيفا
وملحا ، وهويأكل ويمضغ ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة
بن اليمان- المنتظر ، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك ، وحين رآهم
حذيفة يحدقون به قال لهم :( اياكم ومواقف الفتن )000قالوا :( وما مواقف
الفتن يا أبا عبدالله ؟)000 قال :( أبواب الأمراء ، يدخل أحدكم على الأمير
أو الوالي ، فيصدقه بالكذب ، ويمتدحه بما ليس فيه )000فكانت هذه البداية
أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد ، ومنهجه في الولاية
معركة نهاوند
في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفا ، اختار
أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة ( النعمان بن مقرن ) ثم كتب الى
حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة ، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه
يقول :( اذا اجتمع المسلمون ، فليكن كل أمير على جيشه ، وليكن أمير الجيوش
جميعا ( النعمان بن مقرن ) ، فاذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة ،
فاذا استشهد فجرير بن عبدالله )000وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى
منهم سبعة000
والتقى الجيشان ونشب قتال قوي ، وسقط القائد النعمان شهيدا ، وقبل أن تسقط
الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عاليا وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد
النعمان حتى تنجلي المعركة ، ودعا ( نعيم بن مقرن ) فجعله مكان أخيه (
النعمان ) تكريما له ، ثم هجم على الفرس صائحا :( الله أكبر : صدق وعده ،
الله أكبر : نصر جنده )000ثم نادى المسلمين قائلا :( يا أتباع محمد ، هاهي
ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم ، فلا تطيلوا عليها الانتظار )000وانتهى
القتال بهزيمة ساحقة للفرس000
وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده ، وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين ، وتزوّج فيها000
اختياره للكوفة
أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا ، فكتب عمر لسعد بن أبي وقاص
كي يغادرها فورا بعد أن يجد مكانا ملائما للمسلمين ، فوكل أمر اختيار
المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد ، فلما بلغا أرض الكوفة وكانت
حصباء جرداء مرملة ، قال حذيفة لصاحبه :( هنا المنزل ان شاء الله )0 وهكذا
خططت الكوفة وتحولت الى مدينة عامرة ، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم 000
فضله
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( ما من نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة
نُجباء رفقاء ، وأعطيتُ أنا أربعة عشر : سبعة من قريش : عليّ والحسن
والحسين وحمزة وجعفر ، وأبو بكر وعمر ، وسبعة من المهاجرين : عبد الله ابن
مسعود ، وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال )000 رضوان الله
عليهم000
قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( استخلفتَ )000فقال :( إنّي إنْ
استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم ، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة
فصدِّقوه ، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه )000
قال عمر بن الخطاب لأصحابه :( تمنّوا )000فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا
فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله ، فقال عمر :( لكني أتمنى رجالاً
مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان ، فأستعملهم في طاعة الله عزّ
وجلّ )000ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال :( انظر ما يصنع )000فقسَمَهُ ،
ثم بعث بمالٍ إلى حذيفة وقال :( انظر ما يصنع )000فقَسَمه ، فقال عمر :( قد
قُلتُ لكم )000
من أقواله
لحذيفة بن اليمان أقوالاً بليغة كثيرة ، فقد كان واسع الذكاء والخبرة ،
وكان يقول للمسلمين :( ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين
يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه )000
يقول حذيفة :( أنا أعلم النّاس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة ،
وما بي أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اسرَّ إليَّ شيئاً لم
يحدِّث به غيري ، وكان ذكر الفتنَ في مجلس أنا فيه ، فذكر ثلاثاً لا
يذَرْنّ شيئاً ، فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري )000
كان -رضي الله عنه- يقول :( ان الله تعالى بعث محمدا -صلى الله عليه
وسلم-فدعا الناس من الضلالة الى الهدى ، ومن الكفر الى الايمان ، فاستجاب
له من استجاب ، فحيى بالحق من كان ميتا ، ومات بالباطل من كان حيا ، ثم
ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على منهاجها ، ثم يكون ملكا عضوضا ، فمن الناس
من ينكر بقلبه ويده ولسانه ، أولئك استجابوا للحق ، ومنهم من ينكر بقلبه
ولسانه ، كافا يده ، فهذا ترك شعبة من الحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ، كافا
يده ولسانه ، فهذا ترك شعبتين من الحق ، ومنهم من لاينكر بقلبه ولا بيده
ولا بلسانه ، فذلك ميت الأحياء )000
ويتحدث عن القلوب والهدى والضلالة فيقول :( القلوب أربعة : قلب أغلف ، فذلك
قلب كافر000وقلب مصفح ، فذلك قلب المنافق 000وقلب أجرد ، فيه سراج يزهر ،
فذلك قلب المؤمن000وقلب فيه نفاق و ايمان ، فمثل الايمان كمثل شجرة يمدها
ماء طيب000ومثل المنافق كمثل القرحة يمدها قيح ودم ، فأيهما غلب غلب )000
مقتل عثمان
كان حذيفة -رضي الله عنه- يقول :( اللهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان ، والله ما شهدتُ ولا قتلتُ ولا مالأتُ على قتله )000
وفاته
لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً ، فقيل :( ما
يبكيك ؟)000فقال :( ما أبكي أسفاً على الدنيا ، بل الموت أحب إليّ ، ولكنّي
لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ )000
ودخل عليه بعض أصحابه ، فسألهم :( أجئتم معكم بأكفان ؟)000قالوا :( نعم
)000قال :( أرونيها )000فوجدها جديدة فارهة ، فابتسم وقال لهم :( ما هذا لي
بكفن ، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص ، فاني لن أترك في
القبر الا قليلا ، حتى أبدل خيرا منهما ، أو شرا منهما )000ثم تمتم بكلمات
:( مرحبا بالموت ، حبيب جاء على شوق ، لا أفلح من ندم )000وأسلم الروح
الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن ،
وبعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة000
---------------------------
حذيفة بن اليَمان بن جابر العبسي وكنيته أبا عبد الله وكان صاحب سر رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- ، جاء حذيفة هو وأخـوه ووالدهمـا الى رسـول الله
واعتنقوا الإسلام ولقد نما -رضي الله عنه- في ظل هذا الديـن ، وكانت له
موهبـة في قراءة الوجوه والسرائر ، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي
الفتن ومسالك الشرور ليتقيها ، فقد
جاء الى الرسول يسأله :( يا رسول الله ان لي لسانا ذربا على أهلي وأخشى أن
يدخلني النار )000فقال له النبي :( فأين أنت من الاستغفار ؟؟000اني لأستغفر
الله في اليوم مائة مرة )000هذا هو حذيفة -رضي الله عنه-000
يوم أحد
لقد كان في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قويا ، فها هو يرى والده يقتل خطأ
يوم أحد بأيدي مسلمة ، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه :( أبي ، أبي ،
انه أبي !!)000ولكن أمر الله قد نفذ ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن
والوجوم ، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال :( يغفر الله لكم ، وهو أرحم
الراحمين )000ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة000وبعد انتهاء
المعركة علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك ، فأمر بالدية عن والد حذيفة
( حسيل بن جابر ) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين ، فزداد الرسول له حبا
وتقديرا 000
غزوة الخندق
عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرق الله جماعتهم ،
دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- حذيفة بن اليمان ، وكان الطقس باردا
والقوم يعانون من الخوف والجوع ، وقال له :( يا حذيفة ، اذهب فادخل في
القوم فانظر ماذا يصنعون ، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا !)000فذهب ودخل في
القوم ، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لاتقر لهم قدرا ولا نارا ولا
بناء ، فقام أبوسفيان فقال :( يا معشر قريش ، لينظر امرؤ من جليسه ؟)000قال
حذيفة :( فأخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت : من أنت ؟00قال : فلان
بن فلان )000فأمن نفسه في المعسكر ، ثم قال أبو سفيان :( يا معشر قريش ،
انكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا
بنوقريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، ما
تطمئن لنا قدر ، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني
مرتحل)000ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير، يقول حذيفة:( لولا عهد رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- الي الا تحدث شيئا حتى تأتيني ، لقتلته بسهم )000وعاد
حذيفة الى الرسول الكريم حاملا له البشرى000
خوفه من الشر
كان حذيفة -رضي الله عنه- يرى أن الخير واضح في الحياة ، ولكن الشر هو المخفي ، لذا فهو يقول :(000
كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني000
قلت :( يا رسول الله ، انا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟)000قال :( نعم )000
قلت :( فهل من بعد هذا الشر من خير ؟)000قال :( نعم ، وفيه دخن )000
قلت :( وما دخنه ؟)000قال :( قوم يستنون بغير سنتي ، ويهتدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر )000
قلت :( وهل بعد ذلك الخير من شر ؟)000قال :( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم اليها قذفوه فيها )000
قلت :( يا رسول الله ، فما تأمرني ان أدركني ذلك ؟)000قال :( تلزم جماعة المسلمين وامامهم )000
قلت :( فان لم يكن لهم جماعة ولا امام ؟)000قال :( تعتزل تلك الفرق كلها ،
ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )000
المنافقون
كان حذيفة -رضي الله عنه- يعلم أسماء المنافقين ، أعلمه بهم رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- ، وسأله عمر :( أفي عمّالي أحدٌ من المنافقين ؟)000قال :(
نعم ، واحد )000قال :( مَن هو ؟)000قال :( لا أذكره )000قال حذيفة :(
فعزله كأنّما دُلَّ عليه )000
وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر ، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر000
آخر ما سمع من الرسول
عن حذيفة قال :( أتيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي توفاه
الله فيه ، فقلت :( يا رسول الله ، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟!)000فردَّ
عليّ بما شاء الله ثم قال :( يا حذيفة أدْنُ منّي )000فدنوتُ من تلقاء
وجههِ ، قال :( يا حُذيفة إنّه من ختم الله به بصومِ يومٍ ، أرادَ به الله
تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة ، ومن أطعم جائعاً أراد به الله ، أدخله الله
الجنة ، ومن كسا عارياً أراد به الله ، أدخله الله الجنة )000قلتُ :( يا
رسول الله ، أسرّ هذا الحديث أم أعلنه )000قال :( بلْ أعلنْهُ )000فهذا آخر
شيءٍ سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)000
أهل المدائن
خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر -رضي الله عنه- لهم ،
فأبصروا أمامهم رجلا يركب حماره على ظهره اكاف قديم ، وأمسك بيديه رغيفا
وملحا ، وهويأكل ويمضغ ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة
بن اليمان- المنتظر ، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك ، وحين رآهم
حذيفة يحدقون به قال لهم :( اياكم ومواقف الفتن )000قالوا :( وما مواقف
الفتن يا أبا عبدالله ؟)000 قال :( أبواب الأمراء ، يدخل أحدكم على الأمير
أو الوالي ، فيصدقه بالكذب ، ويمتدحه بما ليس فيه )000فكانت هذه البداية
أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد ، ومنهجه في الولاية
معركة نهاوند
في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفا ، اختار
أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة ( النعمان بن مقرن ) ثم كتب الى
حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة ، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه
يقول :( اذا اجتمع المسلمون ، فليكن كل أمير على جيشه ، وليكن أمير الجيوش
جميعا ( النعمان بن مقرن ) ، فاذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة ،
فاذا استشهد فجرير بن عبدالله )000وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى
منهم سبعة000
والتقى الجيشان ونشب قتال قوي ، وسقط القائد النعمان شهيدا ، وقبل أن تسقط
الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عاليا وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد
النعمان حتى تنجلي المعركة ، ودعا ( نعيم بن مقرن ) فجعله مكان أخيه (
النعمان ) تكريما له ، ثم هجم على الفرس صائحا :( الله أكبر : صدق وعده ،
الله أكبر : نصر جنده )000ثم نادى المسلمين قائلا :( يا أتباع محمد ، هاهي
ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم ، فلا تطيلوا عليها الانتظار )000وانتهى
القتال بهزيمة ساحقة للفرس000
وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده ، وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين ، وتزوّج فيها000
اختياره للكوفة
أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا ، فكتب عمر لسعد بن أبي وقاص
كي يغادرها فورا بعد أن يجد مكانا ملائما للمسلمين ، فوكل أمر اختيار
المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد ، فلما بلغا أرض الكوفة وكانت
حصباء جرداء مرملة ، قال حذيفة لصاحبه :( هنا المنزل ان شاء الله )0 وهكذا
خططت الكوفة وتحولت الى مدينة عامرة ، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم 000
فضله
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( ما من نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة
نُجباء رفقاء ، وأعطيتُ أنا أربعة عشر : سبعة من قريش : عليّ والحسن
والحسين وحمزة وجعفر ، وأبو بكر وعمر ، وسبعة من المهاجرين : عبد الله ابن
مسعود ، وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال )000 رضوان الله
عليهم000
قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( استخلفتَ )000فقال :( إنّي إنْ
استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم ، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة
فصدِّقوه ، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه )000
قال عمر بن الخطاب لأصحابه :( تمنّوا )000فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا
فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله ، فقال عمر :( لكني أتمنى رجالاً
مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان ، فأستعملهم في طاعة الله عزّ
وجلّ )000ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال :( انظر ما يصنع )000فقسَمَهُ ،
ثم بعث بمالٍ إلى حذيفة وقال :( انظر ما يصنع )000فقَسَمه ، فقال عمر :( قد
قُلتُ لكم )000
من أقواله
لحذيفة بن اليمان أقوالاً بليغة كثيرة ، فقد كان واسع الذكاء والخبرة ،
وكان يقول للمسلمين :( ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين
يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه )000
يقول حذيفة :( أنا أعلم النّاس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة ،
وما بي أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اسرَّ إليَّ شيئاً لم
يحدِّث به غيري ، وكان ذكر الفتنَ في مجلس أنا فيه ، فذكر ثلاثاً لا
يذَرْنّ شيئاً ، فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري )000
كان -رضي الله عنه- يقول :( ان الله تعالى بعث محمدا -صلى الله عليه
وسلم-فدعا الناس من الضلالة الى الهدى ، ومن الكفر الى الايمان ، فاستجاب
له من استجاب ، فحيى بالحق من كان ميتا ، ومات بالباطل من كان حيا ، ثم
ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على منهاجها ، ثم يكون ملكا عضوضا ، فمن الناس
من ينكر بقلبه ويده ولسانه ، أولئك استجابوا للحق ، ومنهم من ينكر بقلبه
ولسانه ، كافا يده ، فهذا ترك شعبة من الحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ، كافا
يده ولسانه ، فهذا ترك شعبتين من الحق ، ومنهم من لاينكر بقلبه ولا بيده
ولا بلسانه ، فذلك ميت الأحياء )000
ويتحدث عن القلوب والهدى والضلالة فيقول :( القلوب أربعة : قلب أغلف ، فذلك
قلب كافر000وقلب مصفح ، فذلك قلب المنافق 000وقلب أجرد ، فيه سراج يزهر ،
فذلك قلب المؤمن000وقلب فيه نفاق و ايمان ، فمثل الايمان كمثل شجرة يمدها
ماء طيب000ومثل المنافق كمثل القرحة يمدها قيح ودم ، فأيهما غلب غلب )000
مقتل عثمان
كان حذيفة -رضي الله عنه- يقول :( اللهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان ، والله ما شهدتُ ولا قتلتُ ولا مالأتُ على قتله )000
وفاته
لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً ، فقيل :( ما
يبكيك ؟)000فقال :( ما أبكي أسفاً على الدنيا ، بل الموت أحب إليّ ، ولكنّي
لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ )000
ودخل عليه بعض أصحابه ، فسألهم :( أجئتم معكم بأكفان ؟)000قالوا :( نعم
)000قال :( أرونيها )000فوجدها جديدة فارهة ، فابتسم وقال لهم :( ما هذا لي
بكفن ، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص ، فاني لن أترك في
القبر الا قليلا ، حتى أبدل خيرا منهما ، أو شرا منهما )000ثم تمتم بكلمات
:( مرحبا بالموت ، حبيب جاء على شوق ، لا أفلح من ندم )000وأسلم الروح
الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن ،
وبعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة000
---------------------------
مواضيع مماثلة
» سالم مولى ابي حذيفة
» ثابت بن قيس...رضى الله عنه "خطيب رسول الله_ صلى الله عليه وسلم"
» (( اللهم إني امسيت راضيا عنه فارض عنه )) إنه عبد الله ذو البجادين رضي الله عنه
» عظماء في التاريخ حذيفه بن اليمان
» عظماء في التاريخ حذيفه بن اليمان
» ثابت بن قيس...رضى الله عنه "خطيب رسول الله_ صلى الله عليه وسلم"
» (( اللهم إني امسيت راضيا عنه فارض عنه )) إنه عبد الله ذو البجادين رضي الله عنه
» عظماء في التاريخ حذيفه بن اليمان
» عظماء في التاريخ حذيفه بن اليمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:59 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» معلومات عن دراسة تخصص طب الأشعة | INFORMATION ABOUT MEDICAL RADIOLOGY STUDY ABROAD
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:56 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» بحث حول إدارة الموارد البشرية
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:45 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع ترميم الآثار
الإثنين أبريل 09, 2018 12:17 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع هندسة البرمجيّات
الإثنين أبريل 09, 2018 12:13 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع الأسواق والمنشأت المالية "FMI
الإثنين أبريل 09, 2018 12:03 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» تعريف نظم المعلومات
الإثنين أبريل 09, 2018 12:01 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع عن علوم السياسية
الإثنين أبريل 09, 2018 11:59 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع عن الجمارك جمرك المالية
الإثنين أبريل 09, 2018 11:57 am من طرف سورجي بؤ هه مووان