المواضيع الأخيرة
بحـث
دخول
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أذيّـة المصلِّين ( تصرفات وأصوات ) للشيخ : عبد الرحمن السحيم
صفحة 1 من اصل 1
أذيّـة المصلِّين ( تصرفات وأصوات ) للشيخ : عبد الرحمن السحيم
أذيّـة المصلِّين ( تصرفات وأصوات ) للشيخ : عبد الرحمن السحيم
هناك بعض التصرفات التي تصدر ممن يعتادون المساجد فيها أذىً لإخوانـهم المصلّين أحببت التنبيه على شيء منها ، ومنها :
1. الروائح الكريهة :
كروائح الثوم والبصل والكراث
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه – في خطبته – : ثم إنكم أيها الناس تأكلون
شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا البصل والثوم ، لقد رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمَـرَ به فأُخرِجَ إلى
البقيع ، فمن أكلهما فليمتهما طبخاً . رواه مسلم .
وقال جابر بن عبدالله : نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل
والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها ، فقال : « من أكل من هذه الشجرة
المنتنة فلا يقربن مسجدنا ، فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنس » رواه
مسلم .
فقوله : فَغَلَبَتْنا الحاجة : أي الجوع والفقر . وفي حديث أبي سعيد – الذي
رواه مسلم أيضا – قال : لم نعد أن فتحت خيبر فوقعنا في هذه البقلة والناس
جياع ، فأكلنا منها أكلا شديدا ، ثم رحنا إلى المسجد فَوَجَدَ رسول الله
صلى الله عليه وسلم الريح فقال : من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا
يقربنا في المسجد .فتبيّن بـهذا أنـهم لم يأكلوها إلا من حاجة وفاقـة وجوع ،
لا أنـها عذر في التّخلّف عن الجماعة كما يظنّه بعض الناس ، بل كان من
يأكلها يُطرد من المسجد كما كان المنافق يُمنع من الخروج للجهاد ، فهذا من
العقوبات لمرتكبي المخالفات ، وكلٌّ بحسبه .
ويتّفق العقلاء على أن روائح الدخان أخبث من روائح البصل والثوم ، مع أن
البصل والثوم فيهما فائدة ، والدخان مُضـرّ بل فيه أضرار جسيمة يُدركها
المدخّنون قبل غيرهم .
ومن الروائح المؤذية للمصلين روائح الجوارب التي طال لبسها .
فتجنّب أخي المسلم أذيّة إخوانك المسلمين بأي رائحة كريهة ، وليعلم المسيء بروائحه أنه يؤذي حتى الملائكة
ومِنْ الروائح المؤذية : روائح العَرَق ، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة
قالت : كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي فيأتون في الغبار
يصيبهم الغبار والعرق ، فيخرج منهم العرق ، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه
وسلم إنسانٌ منهم – وهو عندي – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لو أنكم
تطهرتم ليومكم هذا » .
وقالت رضي الله عنها: كان الناس مَهَنَةَ أنفسِهم ، وكانوا إذا راحوا إلى
الجمعة راحوا في هيئتهم ، فقيل لهم : لو اغتسلتم رواه البخاري .
2. الأصوات غير المرغوبة :
أ - الجـوّالات
وأسوأ ما يُصنع فيها ما أُدخِل عليها من نغمات موسيقية ، وربما كانت ألحانا
لبعض الأغاني . فيا مسلمون ألم يَبقَ غير الموسيقى ندخلها مساجدنا ؟ ألا
فليتّق الله من يفعل ذلك ، وليُغلق جهاز الجوال قبل الدخول في الصلاة ، أوْ
لا يُحضره أصلاً فإن المساجد لم تُعمر لذلك حتى لا ينشغل ويُشغل غيره .
وصَلِّ صلاة مودّع ، ورأيت بعضهم يرد على الجوال فور انتهاء الصلاة .
ولست أدري كيف تحضر قلوب هؤلاء أثناء الصلاة وأحدهم مشغول البال بأجهزته
المحمولة ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا صلاة بحضرة الطعام
، ولا هو يدافعه الأخبثان » . رواه مسلم .
ولست أدري مرة أخرى لماذا يُحضر الجوّال في صلاة الجمعة والكسوف ؟ وأي ضرورة تدعو إلى حمله في تلك المواطن .
ب - أصوات تنظيف الأنف !!
بعض المصلّين بمجرّد أن يُسلّم من الصلاة يُقرّب علبة المناديل ويتناول
منديلاً أو أكثر ثم يبدأ بعصر أنفه وتنظيفه مصدِراً أصواتاً تتقزّز منها
نفوس المصلّين ، وربما أدّى ذلك إلى خروج بعض المصلين ممن كان ينوي البقاء
في المسجد ليذكر الله أو يقرأ القرآن ، فيتسبب ذلك الذي يُنظّف أنفه بصوتٍ
عالٍ – ربما – في الصّـدّ عن سبيل الله من حيث لا يشعر .
أما علم هؤلاء أن تنظيف الأنف لـه أماكن خاصة ، ومحله من الوضوء قبل أو بعد
غسل الوجه على روايتين ، والذي عبّر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ (
الاستنثار ) وقال ( فلينتثر ) أي يجعل الماء في انفه عند الوضوء ويدفعه
بالهواء ، ويكون ذلك في دورات المياه حتى يأتي إلى لمسجد نظيفاً متطهراً ،
ثم إذا حدث شيء وأراد أن ينظّف أنفه فليخرج من المسجد ويُنظّف أنفه ولا
يؤذي المصلين ولا يكون شافعاً لـه أن يستتر بطرف ثوبه ما دام أنه سيُصدر
أصواتاً مرفوضة ، وبعض المصلين يُخفي وجهه ثم يعزف (سمفونية) أنفه ،
ويُعقبها بـ ( أخٍ ثم تُفّ ! ) وهذا يتكرر منه بعد كل صلاة ، والأدهى من
ذلك أنه يُسمع كل من كان في المسجد .
ولو قُدِّرَ أن هذا فعله أحد في بيت مسؤول من المسؤولين لَـعُدّ هذا من سوء
الأدب في مجالس الأكابر ، فكيف وهو في بيت من بيوت الله ، ويُسيء الأدب مع
الله ؟
وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم يوماً أصحابه وهم يرفعون أصواتـهم
بالقرآن فقال : « ألا إن كلكم يناجي ربه ، فلا يؤذي بعضكم بعضا ، ولا يرفعن
بعضكم على بعض في القراءة » رواه الإمام مالك في الموطأ والحاكم وقال :
صحيح على شرط الشيخين ، ورواه غيرهما ، وهو حديث صحيح .
إذا كان هذا في قراءة القرآن الذي هو قُربة إلى الله تعالى فكيف بغيره من
الأصوات التي تؤذي المسلمين ؟ وربما كانت سبباً في الصدّ عن سبيل الله .
ومثال ذلك : أن ينوي مصلٍّ أن يقعد في مصلاّه بعد صلاة الفجر ويذكر الله
حتى تطلع الشمس طلوعاً حَسَنَاً ومن ثم يُصلّي ركعتين ، فما يفجأه إلا تلك
الأصوات وقد تعالت ، فيُصاب بالاشمئزاز والنفور وربما خَرَجَ من المسجد ،
فأخشى أن يأثم من يفعل ذلك .
ويُصرّ بعض المُصلِّين أن يُسمع الناس إذا تمخّط أو نظّف أنفه ، كأن يكون
يُريد الخروج من المسجد مُتّجهاً إلى الباب وقبل الباب يقف ويُنظّف أنفه
متمخّطاً بصوت يسمعه كل من في المسجد . ألا يستطيع أن ينتظر لحظة حتى يخرج
؟!
ت - أصوات التّجشؤ :
وهو ما يُسمّى بـ ( التّغار أو التّراع ) وهو صوت يُخرجه الشبعان ، مصحوباً بروائح ما في المعدة .
وقد تجشّأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لـه : كُفّ عنّـا جُشاءك ،
فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة . رواه الترمذي وغيره .
3. اصطحاب الأطفال دون سنّ السابعة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع
سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر » . قال بعض العلماء : لا يؤمرون إلا
إذا بلغوا سبع سنين كاملة . أي دخلوا في الثامنة ، ولا يمنع تعليمهم الصلاة
في البيوت قبل ذلك حتى إذا حضروا للمساجد وإذا هم يُحسنون الوقوف في الصفّ
والتأدّب بآداب المساجد .
وبعض الناس يستدل بما وقع من دخول الحسن والحسين المسجد وهما صبيّان صغيران
أو دخول ابنة بنته صلى الله عليه وسلم - أمامة بنت أبي العاص - ، ومن عجيب
ما سمعت أن يَعُدّه بعضهم سنة ، فيأتي بصبيانه لأشرف البقاع فيؤذون
المصلين حتى في الحرمين ، وبعضهم أحضر صبياً غير مميز فبال في المسجد ، ثم
زاد الطين بِلّة بأن استدلّ بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالجواب على هذا من وجهين :
أولاً : أن هذا وقع اّتفاقاً ، ولم يُحضرهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى
المسجد ابتداءً . وما وقع اتّفاقاً ليس مما يُتّخذ سنة ، كنـزوله تحت شجرة
أو صلاته في مكان على طريق سفره ، ولذا أمَرَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بقطع الشجرة التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه تحتها .
روى ابن أبي شيبة عن نافع قال : بلغ عمر بن الخطاب أن أناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها . قال : فأمر بـها فَقُطِعَتْ .
ويدل هذا على أن ما وقع اتّفاقاً منه صلى الله عليه وسلم ليس محل استدلال
ولا تعبّد ، بخلاف ما وقع تعبّداً أو أمَـرَ به أو فَعَلَه ابتداءً .
وثانياً : أن ذلك إنما حصل مرة واحدة ، ولم يكن شأنه وديدنه كحال بعض
الآباء الذي كلما خَرَجَ جاءته الأوامر باصطحاب الطفل للمسجد لا يُشغلنا
بالصياح ! وكأن المسجد دار حضانة !
والصغير غير المميّز يقطع الصف ، ويأثم من يأتي به إلى المسجد ، لما يتسبب
في وجود فرجة في الصف ، ولما يُسببه كثير من الأطفال من إزعاج للمصلين ،
وربما تسبب في إشغال مُصلٍّ أو أذهب عنه الخشوع .
وقد رأيت من يأتي بصبيانه دون سنّ السابعة وقد أُلبِسُوا ما يُبدي الفخذ !
أين تعظيم شعائر الله ؟ ، وأين تربية الناشئة على تعظيم بيوت الله ؟
(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) [الحج:32].
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
منقول من : شبكة مشكاة الإسلامية
هناك بعض التصرفات التي تصدر ممن يعتادون المساجد فيها أذىً لإخوانـهم المصلّين أحببت التنبيه على شيء منها ، ومنها :
1. الروائح الكريهة :
كروائح الثوم والبصل والكراث
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه – في خطبته – : ثم إنكم أيها الناس تأكلون
شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا البصل والثوم ، لقد رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمَـرَ به فأُخرِجَ إلى
البقيع ، فمن أكلهما فليمتهما طبخاً . رواه مسلم .
وقال جابر بن عبدالله : نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل
والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها ، فقال : « من أكل من هذه الشجرة
المنتنة فلا يقربن مسجدنا ، فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنس » رواه
مسلم .
فقوله : فَغَلَبَتْنا الحاجة : أي الجوع والفقر . وفي حديث أبي سعيد – الذي
رواه مسلم أيضا – قال : لم نعد أن فتحت خيبر فوقعنا في هذه البقلة والناس
جياع ، فأكلنا منها أكلا شديدا ، ثم رحنا إلى المسجد فَوَجَدَ رسول الله
صلى الله عليه وسلم الريح فقال : من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا
يقربنا في المسجد .فتبيّن بـهذا أنـهم لم يأكلوها إلا من حاجة وفاقـة وجوع ،
لا أنـها عذر في التّخلّف عن الجماعة كما يظنّه بعض الناس ، بل كان من
يأكلها يُطرد من المسجد كما كان المنافق يُمنع من الخروج للجهاد ، فهذا من
العقوبات لمرتكبي المخالفات ، وكلٌّ بحسبه .
ويتّفق العقلاء على أن روائح الدخان أخبث من روائح البصل والثوم ، مع أن
البصل والثوم فيهما فائدة ، والدخان مُضـرّ بل فيه أضرار جسيمة يُدركها
المدخّنون قبل غيرهم .
ومن الروائح المؤذية للمصلين روائح الجوارب التي طال لبسها .
فتجنّب أخي المسلم أذيّة إخوانك المسلمين بأي رائحة كريهة ، وليعلم المسيء بروائحه أنه يؤذي حتى الملائكة
ومِنْ الروائح المؤذية : روائح العَرَق ، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة
قالت : كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي فيأتون في الغبار
يصيبهم الغبار والعرق ، فيخرج منهم العرق ، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه
وسلم إنسانٌ منهم – وهو عندي – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لو أنكم
تطهرتم ليومكم هذا » .
وقالت رضي الله عنها: كان الناس مَهَنَةَ أنفسِهم ، وكانوا إذا راحوا إلى
الجمعة راحوا في هيئتهم ، فقيل لهم : لو اغتسلتم رواه البخاري .
2. الأصوات غير المرغوبة :
أ - الجـوّالات
وأسوأ ما يُصنع فيها ما أُدخِل عليها من نغمات موسيقية ، وربما كانت ألحانا
لبعض الأغاني . فيا مسلمون ألم يَبقَ غير الموسيقى ندخلها مساجدنا ؟ ألا
فليتّق الله من يفعل ذلك ، وليُغلق جهاز الجوال قبل الدخول في الصلاة ، أوْ
لا يُحضره أصلاً فإن المساجد لم تُعمر لذلك حتى لا ينشغل ويُشغل غيره .
وصَلِّ صلاة مودّع ، ورأيت بعضهم يرد على الجوال فور انتهاء الصلاة .
ولست أدري كيف تحضر قلوب هؤلاء أثناء الصلاة وأحدهم مشغول البال بأجهزته
المحمولة ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا صلاة بحضرة الطعام
، ولا هو يدافعه الأخبثان » . رواه مسلم .
ولست أدري مرة أخرى لماذا يُحضر الجوّال في صلاة الجمعة والكسوف ؟ وأي ضرورة تدعو إلى حمله في تلك المواطن .
ب - أصوات تنظيف الأنف !!
بعض المصلّين بمجرّد أن يُسلّم من الصلاة يُقرّب علبة المناديل ويتناول
منديلاً أو أكثر ثم يبدأ بعصر أنفه وتنظيفه مصدِراً أصواتاً تتقزّز منها
نفوس المصلّين ، وربما أدّى ذلك إلى خروج بعض المصلين ممن كان ينوي البقاء
في المسجد ليذكر الله أو يقرأ القرآن ، فيتسبب ذلك الذي يُنظّف أنفه بصوتٍ
عالٍ – ربما – في الصّـدّ عن سبيل الله من حيث لا يشعر .
أما علم هؤلاء أن تنظيف الأنف لـه أماكن خاصة ، ومحله من الوضوء قبل أو بعد
غسل الوجه على روايتين ، والذي عبّر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ (
الاستنثار ) وقال ( فلينتثر ) أي يجعل الماء في انفه عند الوضوء ويدفعه
بالهواء ، ويكون ذلك في دورات المياه حتى يأتي إلى لمسجد نظيفاً متطهراً ،
ثم إذا حدث شيء وأراد أن ينظّف أنفه فليخرج من المسجد ويُنظّف أنفه ولا
يؤذي المصلين ولا يكون شافعاً لـه أن يستتر بطرف ثوبه ما دام أنه سيُصدر
أصواتاً مرفوضة ، وبعض المصلين يُخفي وجهه ثم يعزف (سمفونية) أنفه ،
ويُعقبها بـ ( أخٍ ثم تُفّ ! ) وهذا يتكرر منه بعد كل صلاة ، والأدهى من
ذلك أنه يُسمع كل من كان في المسجد .
ولو قُدِّرَ أن هذا فعله أحد في بيت مسؤول من المسؤولين لَـعُدّ هذا من سوء
الأدب في مجالس الأكابر ، فكيف وهو في بيت من بيوت الله ، ويُسيء الأدب مع
الله ؟
وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم يوماً أصحابه وهم يرفعون أصواتـهم
بالقرآن فقال : « ألا إن كلكم يناجي ربه ، فلا يؤذي بعضكم بعضا ، ولا يرفعن
بعضكم على بعض في القراءة » رواه الإمام مالك في الموطأ والحاكم وقال :
صحيح على شرط الشيخين ، ورواه غيرهما ، وهو حديث صحيح .
إذا كان هذا في قراءة القرآن الذي هو قُربة إلى الله تعالى فكيف بغيره من
الأصوات التي تؤذي المسلمين ؟ وربما كانت سبباً في الصدّ عن سبيل الله .
ومثال ذلك : أن ينوي مصلٍّ أن يقعد في مصلاّه بعد صلاة الفجر ويذكر الله
حتى تطلع الشمس طلوعاً حَسَنَاً ومن ثم يُصلّي ركعتين ، فما يفجأه إلا تلك
الأصوات وقد تعالت ، فيُصاب بالاشمئزاز والنفور وربما خَرَجَ من المسجد ،
فأخشى أن يأثم من يفعل ذلك .
ويُصرّ بعض المُصلِّين أن يُسمع الناس إذا تمخّط أو نظّف أنفه ، كأن يكون
يُريد الخروج من المسجد مُتّجهاً إلى الباب وقبل الباب يقف ويُنظّف أنفه
متمخّطاً بصوت يسمعه كل من في المسجد . ألا يستطيع أن ينتظر لحظة حتى يخرج
؟!
ت - أصوات التّجشؤ :
وهو ما يُسمّى بـ ( التّغار أو التّراع ) وهو صوت يُخرجه الشبعان ، مصحوباً بروائح ما في المعدة .
وقد تجشّأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لـه : كُفّ عنّـا جُشاءك ،
فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة . رواه الترمذي وغيره .
3. اصطحاب الأطفال دون سنّ السابعة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع
سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر » . قال بعض العلماء : لا يؤمرون إلا
إذا بلغوا سبع سنين كاملة . أي دخلوا في الثامنة ، ولا يمنع تعليمهم الصلاة
في البيوت قبل ذلك حتى إذا حضروا للمساجد وإذا هم يُحسنون الوقوف في الصفّ
والتأدّب بآداب المساجد .
وبعض الناس يستدل بما وقع من دخول الحسن والحسين المسجد وهما صبيّان صغيران
أو دخول ابنة بنته صلى الله عليه وسلم - أمامة بنت أبي العاص - ، ومن عجيب
ما سمعت أن يَعُدّه بعضهم سنة ، فيأتي بصبيانه لأشرف البقاع فيؤذون
المصلين حتى في الحرمين ، وبعضهم أحضر صبياً غير مميز فبال في المسجد ، ثم
زاد الطين بِلّة بأن استدلّ بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالجواب على هذا من وجهين :
أولاً : أن هذا وقع اّتفاقاً ، ولم يُحضرهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى
المسجد ابتداءً . وما وقع اتّفاقاً ليس مما يُتّخذ سنة ، كنـزوله تحت شجرة
أو صلاته في مكان على طريق سفره ، ولذا أمَرَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بقطع الشجرة التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه تحتها .
روى ابن أبي شيبة عن نافع قال : بلغ عمر بن الخطاب أن أناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها . قال : فأمر بـها فَقُطِعَتْ .
ويدل هذا على أن ما وقع اتّفاقاً منه صلى الله عليه وسلم ليس محل استدلال
ولا تعبّد ، بخلاف ما وقع تعبّداً أو أمَـرَ به أو فَعَلَه ابتداءً .
وثانياً : أن ذلك إنما حصل مرة واحدة ، ولم يكن شأنه وديدنه كحال بعض
الآباء الذي كلما خَرَجَ جاءته الأوامر باصطحاب الطفل للمسجد لا يُشغلنا
بالصياح ! وكأن المسجد دار حضانة !
والصغير غير المميّز يقطع الصف ، ويأثم من يأتي به إلى المسجد ، لما يتسبب
في وجود فرجة في الصف ، ولما يُسببه كثير من الأطفال من إزعاج للمصلين ،
وربما تسبب في إشغال مُصلٍّ أو أذهب عنه الخشوع .
وقد رأيت من يأتي بصبيانه دون سنّ السابعة وقد أُلبِسُوا ما يُبدي الفخذ !
أين تعظيم شعائر الله ؟ ، وأين تربية الناشئة على تعظيم بيوت الله ؟
(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) [الحج:32].
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
منقول من : شبكة مشكاة الإسلامية
مواضيع مماثلة
» عبد الرحمن الداخل (صقر قريش)
» اهتز له عرش الرحمن .... سعد بن معاذ
» دعاء ختم القرآن الكريم علي عبد الرحمن الحذيفي
» ملائكة الرحمن تدافع عن خاتم المرسلين
» الفتاوى الصوتية للشيخ ابن باز رحمه الله
» اهتز له عرش الرحمن .... سعد بن معاذ
» دعاء ختم القرآن الكريم علي عبد الرحمن الحذيفي
» ملائكة الرحمن تدافع عن خاتم المرسلين
» الفتاوى الصوتية للشيخ ابن باز رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:59 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» معلومات عن دراسة تخصص طب الأشعة | INFORMATION ABOUT MEDICAL RADIOLOGY STUDY ABROAD
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:56 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» بحث حول إدارة الموارد البشرية
الثلاثاء أبريل 10, 2018 10:45 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع ترميم الآثار
الإثنين أبريل 09, 2018 12:17 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع هندسة البرمجيّات
الإثنين أبريل 09, 2018 12:13 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع الأسواق والمنشأت المالية "FMI
الإثنين أبريل 09, 2018 12:03 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» تعريف نظم المعلومات
الإثنين أبريل 09, 2018 12:01 pm من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع عن علوم السياسية
الإثنين أبريل 09, 2018 11:59 am من طرف سورجي بؤ هه مووان
» موضوع عن الجمارك جمرك المالية
الإثنين أبريل 09, 2018 11:57 am من طرف سورجي بؤ هه مووان