كلمة لابن عباس رضي الله عنهما

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
أربع لا أقدر على مكافأتهم.
قيل ومن هم؟
فقال رجل بدأني بالسلام ورجل وسع لي في المجلس
و رجل اغبرت قدماه في المشي في حاجتي
أما الرابع فيكافؤه الله عني
قيل ومن هو؟
قال: رجل ألمت به مصيبه (نزل به أمر) فبات ليلته يفكر فيمن يقصد ثم رآني أهلآ لحاجته فأنزلها بي
انتهي كلام ابن عباس

كم أثرت و لا تزال تؤثر في نفسي هذه الكلمات التي تنطوي علي قلب شغوف بود
إخوانه و بشكر صنائع المعروف منهم وبالإمتنان لهم لسعيهم في حاجته وأخيرآ
وليس آخرآ حرصه وانتظاره ليقصده إخوانه في حاجاتهم

أي نوع من البشر هؤلاء؟
أي بيئة نشأوا بين ربوعها؟
حتي يملكون كل هذه القيم الفاضلة بين ثنيات أفئدتهم!!!
لكن ليس لنا ان نتعجب كثيرآ فهؤلاء قوم رباهم سيد البشر سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم فهم لم يبلغوا يومآ ما بلغناه مما اتيح لنا من فرص و
امكانيات ولكن صبغت قلوبهم بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم بمدادٍ من نور
وسطع النور في أخلاقهم وقيمهم فكانوا مؤسسي قواعد الإخاء والذوق والتفاني
لاجل الغير وحب الخير للغير ثم التكافل بالصوره الرائعه التي اشارت إليها
كلمات ابن عباس رضي الله عنهما

ما أحوجنا لهذه القيم والمثل في هذا الزمن الذي تندر فيه صور الإخاء فقد
يعرف بعضنا بعضآ ولكن نتجاهل (أقول قد) وقد لا نرحب في مجالسنا بالضيوف
ونتكاسل (أقول قد) وقد نستطيع السعي في حاجه إخواننا ولكننا نتثاقل (أقول
قد) مع أنه لن تتغبر أقدامنا كما كان يحدث في عصر ابن عباس - وقد نتهرب إذا
شعرنا أن أحدآ يريد العون ولا نبالي بكربه ونتواكل (أٌقول قد)

قد قلت (قد) لأني لم ينقطع بي الرجاء و أعلم أن في كل قلب مسلم هذه البقعة البيضاء التي تحمل في طياتها كل خير
نحن أمه خير

فهيا نستمد من هدي الصحابة وسيرهم ما غيرته صروف الدهر وحولته جولات الزمان و نحيي روح التكافل والإخاء والود والمحبه

والله أسال أن ينفع بما قدمت
و لكم صادق الود والمحبه
عابد

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
				1	2	3
4	5	6	7	8	9	10
11	12	13	14	15	16	17
18	19	20	21	22	23	24
25	26	27	28	29	30